من ماريوس بوش وماهر شميطلي
الموصل/أربيل (العراق) (رويترز) - ذكر بيان للجيش العراقي أن تنظيم الدولة الإسلامية فجر مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء في الموصل يوم الأربعاء مع اقتراب القوات العراقية الساعية لطرد التنظيم من المدينة من موقع المسجد.
كان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أعلن من منبر المسجد الخلافة في مناطق شاسعة بالعراق وسوريا قبل ثلاثة أعوام.
لكن وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بالتنظيم قالت إن طائرات أمريكية هي التي دمرت المسجد.
ووزع المكتب الإعلامي التابع للجيش العراقي صورة التقطت من طائرة يبدو فيه المسجد ومنارته وقد سويا بالأرض وسط منازل صغيرة بالمدينة القديمة وهو حي تاريخي تحاصر فيه القوات العراقية المتشددين.
وقال الجيش العراقي في بيانه إن "عصابات داعش الإجرامية" ارتكبت جريمة تاريخية أخرى بنسف مسجد النوري ومنارته الحدباء التاريخية.
وأوضح البيان أن الانفجارات وقعت مع اقتراب وحدات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية التي تزحف للسيطرة على المدينة القديمة بالموصل إلى مسافة خمسين مترا من المسجد.
وكانت القوات العراقية قالت يوم الأربعاء إنها بدأت الزحف باتجاه المسجد. ويقدم التحالف بقيادة الولايات المتحدة دعما جويا وبريا لحملة الموصل التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وطوقت القوات العراقية يوم الثلاثاء معقل التنظيم في المدينة القديمة وهي آخر منطقة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في الموصل.
ونصب البغدادي نفسه خليفة للمسلمين من المسجد في الرابع من يوليو تموز 2014 بعدما اجتاح التنظيم مناطق من العراق وسوريا. ويرفرف العلم الأسود للتنظيم على منارته المائلة منذ يونيو حزيران 2014.
وكانت خطبة البغدادي في المسجد أول مرة يكشف فيها البغدادي عن نفسه ولا يزال الفيديو الذي بث وقتها التسجيل الوحيد له حتى اليوم.
*المنارة كانت معرضة للهجوم
وعبر مسؤولون عراقيون في أحاديث خاصة عن أملهم في السيطرة على المسجد قبل عيد الفطر الذي يحل في العراق يوم 25 أو 26 يونيو حزيران.
وسيعني سقوط الموصل نهاية فعلية للشطر العراقي من الخلافة حتى رغم بقاء سيطرة التنظيم على أراض بغرب وجنوب المدينة وهي أكبر منطقة يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا.
وقالت مصادر عسكرية أمريكية وعراقية إن البغدادي ترك القتال في الموصل للقادة المحليين وإنه يعتقد أنه يختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
وسمي المسجد باسم نور الدين زنكي الذي حارب الصليبيين في القرن الثاني عشر، وقد شيد في عامي 1172 و 1173 بعد وفاة زنكي بوقت قصير.
وعندما زاره الرحالة الشهير ابن بطوطة بعد قرنين من الزمان كان قد بدأ انعطاف المنارة ولهذا السبب أطلق عليها اسم الحدباء.
وشيد المسجد بأشكال هندسية معقدة في تصميمات وجدت أيضا في إيران ووسط آسيا. وقال نبيل نور الدين وهو باحث في الآثار والتاريخ متخصص في الموصل ومنطقة نينوى إن المنارة لم تشهد أعمال تجديد منذ عام 1970 مما يجعلها في خطر من التفجيرات على نحو خاص حتى إن لم يتم استهدافها بشكل مباشر.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)