القاهرة، 5 يناير/كانون ثان (إفي): سيكون المنتخب المصري على موعد مع التاريخ خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا، حيث تلوح للفراعنة فرصة تحقيق اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق.
وبعد التتويج بلقب البطولتين الماضيتين على أرضه 2006 وفي غانا 2008 ، عزز المنتخب المصري هيمنته على القارة السمراء بعد أن رفع عدد ألقابه إلى ستة بفارق لقبين عن كل من غانا والكاميرون، وبات يضمن العودة من أنجولا دون خطورة على رقمه القياسي أيا كان الفريق المتوج باللقب.
وتتطلع جماهير الفراعنة إلى العودة بهامة مرتفعة من أنجولا بعد أن اعتادت تحقيق الإنجازات من رحم الإخفاقات، وهي بعد غير قادرة على نسيان الإخفاق الذي لا يزال يصاحب منتخبها الوطني في تصفيات كأس العالم، وذلك بعد أن فرط في الصعود إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا لمصلحة شقيقه الجزائري في معركة فاصلة، رغم أنه كان مرشحا فوق العادة لعدة اعتبارات أقلها كونه البطل القاري في آخر نسختين.
وكشفت تصفيات كأس العالم عن حاجة المنتخب المصري إلى تجديد الدماء، إلا أن أغلب العناصر الأساسية التي تغيب عن الفريق في أنجولا اضطرتها لذلك الإصابة مثل نجم الفريق وملهمه وصاحب هدف التتويج في البطولتين الماضيتين محمد أبوتريكة أو لعدم اكتمال اللياقة كما هو الحال مع نجم الوسط محمد بركات والهداف القوي عمرو زكي.
كما أن فشل منتخب الشباب في بطولة كأس العالم التي استضافتها مصر مؤخرا إثر خروجه من دور الستة عشر على يد كوستاريكا المغمورة، أدى إلى عدم ضم أي من لاعبي الفريق، ليكون متوسط أعمار اللاعبين الذين تعتمد عليهم عملية الإحلال والتبديل مثل أحمد رؤوف والسيد حمدي ومحمد ناجي جدو والمعتصم سالم هو 26 عاما.
واختار حسن شحاته، بعد أن تم تجديد الثقة فيه كمدرب للفريق حتى 2012 ، 32 لاعبا لاختيار القائمة النهائية من بينهم، وكالعادة خرج الإعلام المصري يهاجم استبعاد بعض الأسماء مثل أحمد حسام (ميدو) العائد إلى الزمالك بعد رحلة احتراف طويلة وشريف عبد الفضيل مدافع الأهلي ووليد سليمان صانع ألعاب بتروجيت، رغم أن أيا من هؤلاء اللاعبين لم يكن ضيفا على التشكيلة الأساسية للفريق مؤخرا.
وبعد التعادل مع مالاوي 1-1 في قلب استاد القاهرة الدولي والفوز على مالي في أبوظبي بهدف وديا، ينتظر الجميع ما يمكن أن تقدمه أسماء جديدة مثل المعتصم وجدو ومحمد عبد الشافي إذا استدعت الأمور مشاركة أي منهم أمام كبار القارة السمراء، إلى جانب العناصر الأساسية المخضرمة المتمثلة في القائد أحمد حسن والحارس العملاق عصام الحضري والمدافعين وائل جمعة وعبد الظاهر السقا والمهاجمين عماد متعب ومحمد زيدان.
ويبقى المنتخب المصري قادرا رغم كل الظروف على المنافسة على لقب البطولة، شريطة تمكن المدير الفني الملقب بـ"المعلم"، من تجنيب لاعبيه عوامل الضغط التي يتسبب فيها الإعلام المحلي، الذي يأبى إلى الآن الاعتراف بأنه القاسم المشترك في جميع إخفاقات الفريق في الآونة الأخيرة.
ويشارك الفراعنة في البطولة على رأس المجموعة الثالثة، التي تضم كذلك منتخبات نيجيريا وموزمبيق وبنين، حيث تدق ساعة الحقيقة للمنتخب المصري مبكرا بمواجهة "النسور الخضر"، في مباراة تعتمد عليها كثيرا حظوظ الفريقين الأقرب للصعود عن هذه المجموعة.
ويخوض المنتخب المصري مباراته الثانية أمام موزمبيق قبل أن يختتم الدور الأول بمواجهة بنين، في لقائين يبقى هو الأقرب لحسمهما بالنظر إلى فارق التاريخ والإمكانات. ويسعى الفريق في حالة بلوغه دور الثمانية إلى تجنب مواجهة الكاميرون المرشح الأقوى في المجموعة الرابعة التي تضم كذلك الجابون وزامبيا وتونس.
وربما يدعو المصريون أيضا إلى عدم مواجهة نسور قرطاج في الدور المقبل، بعدما شهدته المواجهة مع الجزائر من صفعات على وجه العروبة.
وحقق المنتخب المصري ألقابه الستة في بطولات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 ، وجاء نصفها على أرضه. (إفي)