بداية هذا الأسبوع في المنطقة الأوروبية غلب عليها الهدوء التام وذلك مع غياب البيانات الهامة من على الأجندة الاقتصادية وإن كان انتقل ذلك الهدوء إلى الاقتصاد الأمريكي مع تعطل الأسواق هناك للاحتفال بيوم "مارتن لوثر كينج", مما انعكس على الأسواق التي شهدت تحركات هادئة للغاية.
إلا أنه كان قد صدر عن الاقتصاد البريطاني مؤشر Rightmove لأسعار المنازل ارتفع في يناير/كانون الثاني إلى 0.4% مقارنة بقراءة الشهر السابق له التي كانت بنسبة -2.2% و على المستوى السنوي ارتفع المؤشر إلى 4.1% من 1.7%.
على الرغم من أن ذلك الارتفاع الذي حدث لأسعار المنازل قد يأخذه البعض على محمل انتعاش سوق المنازل إلا أنه في واقع الأمر يعبر عن تقلص المعروض من المنازل للبيع في ضوء إحجام الملاك عن عملية البيع مع التشكك بشأن النظرة المستقبلية للأوضاع الاقتصادية و عدم تعافي عمليات الرهن العقاري مما أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار في تلك الفترة و إن كانت أدنى بنسبة 8.3% عن القمة التي تم تسجيلها في مايو/أيار من عام 2008.
الاقتصاد البريطاني و الاقتصاديات العالمية الرئيسية الأخرى لا تزال تحاول دعم العملية الاقتصادية ككل من جديد هذا في الوقت الذي خرج البعض من الركود و لايزال البعض الآخر ضمن دائرة الانكماش لذا لايزال هنالك الكثير من الوقت حتى تعود الأوضاع العالمية إلى ما كانت عليه من قبل.
استمرار ضعف سوق العمل و ارتفاع معدل البطالة يعد من أحد العقبات التي تواجه تحقق التعافي الكامل لتلك الاقتصاديات, وكذا ظهور التحدي الجديد أمام الحكومات الاقتصاديين حول مشكلة ارتفاع عجز الموازنة و تضخم الدين الحكومي أحد أهم المحاور التي تلقى الاهتمام خلال العام الحالي 2010.
وكما هو معتاد فإن غياب البيانات الهامة و تعطل الأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية يلقي بظلاله على التحركات في الأسواق على الرغم من ارتفاع أسواق الأسهم الأوروبية مع تفاؤل النظرة المستقبلية بشأن الإجراءات التي تقوم بها الشركات من عمليات دمج و استحواذ قد يساعد على تحسن أداء تلك الشركات خلال الفترة المقبلة.
بالنسبة لسوق العملات فإنه لم يشهد الكثير من التحركات حتى ساعة كتابة التقرير و قد يستمر ذلك حتى نهاية اليوم, ومن ثم سوف تعاود الأسواق نشاطها بدءاً من الغد خاصة مع انتظار الكثير من البيانات الهامة التي من شأنها أن تؤثر على مجريات الأحداث في الأسواق.