طهران، 11 فبراير/شباط (إفي): احتشد ملايين الأشخاص اليوم السبت في مدن وقرى إيران للاحتفال بالذكرى الـ33 على انتصار الثورة التي اطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي في خضم نزاع بين الغرب وطهران بسبب البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وأعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في خطاب بهذه المناسبة ان الجمهورية الإسلامية ستقدم قريبا انجازات جديدة في الشأن النووي.
وقال "خلال ايام قليلة، سنعلن للعالم عن تقدمات كبرى وبارزة في الشأن النووي".
ويتهم جزء كبير من المجتمع الدولي إيران بتطوير برنامج نووي لأغراض عسكرية وهو ما تنفيه طهران مؤكدة أنه لأهداف علمية بحتة.
ودعا احمدي نجاد إلى اتحاد الشعب الإيراني حول النظام الإسلامي لمواجهة التهديدات الخارجية.
وذكر "الامة الإيرانية ستدافع دائما عن مثاليات الثورة الإسلامية في اوقات حرجة. الإيرانيون سيواجهون الاعداء بالاصرار على الحفاظ على استقلال البلاد".
وطالب الرئيس الإيراني الولايات المتحدة والدول الغربية بوقف تدخلاتها في الشرق الاوسط والخليج والتوقف عن مساندة إسرائيل.
ويجرى الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية في ظل توتر بسبب التهديدات بشن هجمات إسرائيلية وأمريكية للحد من برنامج طهران النووي المثير للجدل.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اليوم ان بلاده لن تخضع لاي تهديد حول برنامجها النووي، محذرا من ان طهران اتخذت الاجراءات الضرورية لمواجهة جميع الاحتمالات.
وذكر صالحي في مقابلة بثها التليفزيون الرسمي "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأخذ هذه التهديدات بجدية واننا مستعدون على جميع الاصعدة ولدينا خطط لاسوأ الاحتمالات".
من جانبه أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة، إسماعيل هنية، اليوم في طهران ان حركته لن تعترف ابدا بإسرائيل، معربا عن امتنانه لدعم ايران ومهنئااياها بمرور 33 عاما على الثورة الإسلامية.
وذكر هنية امام آلاف الاشخاص المحتشدين في ساحة الحرية مركز الاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية "لن نعترف ابدا بالنظام الصهيوني. نضال الفلسطينيين سيستمر حتى تحرير كامل أراضينا المقدسة".
وشدد على ان حماس ستواصل الجهاد الذي يعتبره "الخيار الاستراتيجي الوحيد للامة المسلمة".
ووصل هنية إلى طهران الجمعة بدعوة من الرئيس احمدي نجاد لبحث الوضع في الشرق الاوسط وخاصة وضع الفلسطينيين عقب المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تنص على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، أثناء استقباله هنية في طهران ان بلاده ستواصل دعم دولة فلسطين ضد إسرائيل.
وأوضح ان الدفاع عن دولة فلسطين امام "النظام الصهيوني المجرم" تمثل احدى القضايا الرئيسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وشارك في العاصمة الإيرانية مئات الالاف من المتظاهرين في عرض عسكري ضخم تم خلال الاستعانة بنسخة بالحجم الطبيعي من طائرة التجسس بدون طيار الاحدث في الولايات المتحدة والتي اسقطها العسكريون الإيرانيون في ديسمبر/كانون أول الماضي.
وأثارت العقوبات المفروضة على إيران من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وخاصة على قطاعي النفط والمالية قلقا شديدا بين المواطنين.
على صعيد آخر من المنتظر اجراء انتخابات تشريعية في الثاني من مارس/آذار المقبل في إيران.
وبداخل النظام، يتطلع "أصحاب المبادئ" الذين يقولون إنهم يمثلون النظام الإسلامي في صفائه برغم انقسامهم في عدة جبهات، إلى السيطرة على البرلمان الذي يحظى بـ290 مقعدا، برغم أن النظام يبحث إمكانية رفع العدد إلى 310 مقاعد.
وهاجم "أصحاب المبادئ" محيط الرئيس محمود أحمدي نجاد ويصفون أنصاره بأنهم "دعاة انشقاق" عند تشكيكهم في الأولوية الدينية للبلاد. (إفي)