من لوك بيكر ونضال المغربي
القدس/غزة (رويترز) - اشتبك محتجون فلسطينيون مع قوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة في أحدث موجة من الاشتباكات ضمن أعمال العنف المستمرة منذ أسبوعين بسبب قضية الدخول إلى المسجد الأقصى.
واستخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي عند حاجز قلندية الذي يفصل رام الله عن القدس عند وصول مئات المحتجين الذين رشق بعضهم الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة.
وفي القدس الشرقية أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رشقوا الجنود بالألعاب النارية وأشعلوا النار في الإطارات مما أدى إلى تصاعد سحابة من الدخان الأسود الكثيف فوق مخيم شعفاط للاجئين.
ولا يزال الغضب يعتمل في نفوس الفلسطينيين وفي المنطقة بسبب الحرب في غزة التي استمرت بين شهري يوليو تموز وأغسطس آب وتحول غضبهم في الأسبوعين الماضيين إلى الحرم القدسي.
وكانت إسرائيل تحظر لعقود على اليهود الصلاة في الحرم الذي يضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.
لكن في الأسابيع الأخيرة اكتسبت الاحتجاجات قوة دفع جديدة ضد حملة قام بها قوميون يهود من اليمين المتطرف للسماح لليهود بالصلاة هناك.
واشتبكت القوات الإسرائيلية عند الحرم مع مصلين غاضبين مما يرونه اعتداء على الموقع الذي تديره وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية. وفي الأسبوع الماضي أغلقت إسرائيل الحرم القدسي لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. ودهس فلسطينيون بسياراتهم مشاة إسرائيليين في القدس مما أدى إلى مقتل أربعة.
* خطر اندلاع المزيد من العنف
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية الجديدة بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني يوم الجمعة إن تصاعد وتيرة العنف بالقدس أبرز ضرورة عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سريعا الى طاولة المفاوضات.
وأضافت بعد محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في أول زيارة لها للمنطقة "خطر تنامي التوترات هنا في القدس قائم... وإذا لم نتحرك على المسار السياسي فسنتراجع ونتراجع إلى العنف... لذا أرى ضرورة ملحة في التحرك قدما في مسار الحوار."
وانهارت المحادثات الأخيرة بين الجانبين في أبريل نيسان بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة في معظمها وسط غضب الفلسطينيين من استمرار البناء في مستوطنات يهودية مقامة على أراض محتلة وحنق إسرائيل من محاولات إدماج حركة حماس -التي ترفض رسميا حق إسرائيل في الوجود- في الحكومة الفلسطينية.
وقالت موجيريني إن الوقت حان لكي يقوم الاتحاد الأوروبي بدور أكبر في الوساطة في محادثات السلام وهي مهمة ملقاة إلى الآن على عاتق واشنطن.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه مع موجيريني يوم الجمعة أن الوضع الراهن في الحرم القدسي لن يتغير وهي رسالة وجهها أيضا إلى العاهل الأردني الملك عبد الله في مكالمة هاتفية أمس الخميس.
وفيما دعا إلى الهدوء اتهم نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحريض على العنف الأمر الذي زاد من صعوبة احتمال العودة للمفاوضات.
*هدم منازل
وقال مسؤول في مكتب نتنياهو رفض الكشف عن اسمه إن رئيس الوزراء طلب إذنا من القضاء بهدم منازل الفسلطينيين الضالعين في هجمات مميتة ضد الإسرائيليين.
وهدمت إسرائيل منازل في الضفة الغربية ردا على الهجمات رغم احتجاجات جماعات حقوق الإنسان التي تقول إنها بمثابة عقاب جماعي لكنها نادرا ما تلجأ لهذا الأسلوب في القدس.
لكن الفلسطينيين من جانبهم لا يشكلون أي جبهة متحدة.
وكانت حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اتفقتا في يونيو حزيران الماضي على تشكيل حكومة توافق لكنهما فشلتا إلى الآن في تشكيل حكومة موحدة.
وقال شهود وأعضاء بحركة فتح إن حوالي 15 انفجارا محدودا وقعت يوم الجمعة مستهدفة منازل وسيارات مسؤولين في حركة فتح في غزة مما ألحق بها أضرارا بسيطة دون إصابة أحد.
ووقعت الانفجارات قبل أيام من الذكرى العاشرة لوفاة ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح. واستهدف أحد التفجيرات منصة من المقرر إقامة مراسم إحياء الذكرى عليها في 11 نوفمبر تشرين الثاني.
وتبادلت فتح وحماس الاتهامات بشأن الانفجارات.
وقال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية التي يديرها مسؤولون موالون لحماس إن السلطات لن تسمح بعودة النزاعات الداخلية والفوضى لقطاع غزة.
وأضاف أن أجهزة الأمن ستتعقب كل من له صلة بتلك الأعمال التي وصفها بالإجرامية إلى أن يمثل أمام العدالة.
وأعاق التوتر بين فتح وحماس جهود الإعمار في غزة بعد حرب يوليو وأغسطس التي قتل فيها 2100 فلسطيني وأكثر من 70 اسرائيليا.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)