من فراس بوسلوم واحمد العمامي
بنغازي (ليبيا) (رويترز) - أعاد مجلس النواب الليبي تعيين عبد الله الثني رئيسا للوزراء يوم الاثنين فيما فقدت الحكومة سيطرتها على الوزارات في العاصمة التي استولت عليها جماعات مسلحة واعلن برلمان منفصل شرعيته.
وفي علامة أخرى على انزلاق ليبيا الى اتون الفوضى قام اسلاميون متشددون بمحاولة جديدة للاستيلاء على مطار بنغازي المدني والعسكري من أيدي قوات الجيش المتحالفة مع لواء سابق بالجيش. وقال مسعفون إن 13 جنديا على الأقل قتلوا وأصيب 45 آخرون.
ونقل البرلمان الذي انتخب في يونيو حزيران الماضي الى مدينة طبرق الشرقية النائية الشهر الماضي فيما اقتتلت جماعات مسلحة متنافسة من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس. وكان تحالف تقوده قوات من مدينة مصراتة الغربية قد استولى على العاصمة الاسبوع الماضي.
وباعادة تعيين الثني رئيسا للوزراء -وهو وزير سابق للدفاع وعسكري محنك كان يشغل منصب رئيس الحكومة منذ مارس آذار الماضي- يواجه تحديا يتمثل في تأكيد سيطرة الحكومة على بلد يخشى كثيرون ان ينزلق الى هاوية حرب أهلية شاملة.
وقال فرج هاشم المتحدث باسم البرلمان إن 64 من بين 106 نواب حضروا الجلسة وافقوا على تجديد تعيين الثني في منصب رئيس الوزراء فيما كلفه مجلس النواب بتشكيل حكومة أزمة خلال فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعين.
وقالت الحكومة الليبية في بيان إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل بالثني هاتفيا قبل تعيينه ليعبر له عن تأييده. واضافت ان الزعيمين أكدا ضرورة اجراء حوار وطني وعقد مصالحة.
وفي تأكيد صريح لمدى فقدان الحكومة سيطرتها على العاصمة طرابلس أظهرت لقطات فيديو بثت على مواقع الكترونية عشرات الرجال وبعضهم يحمل اسلحة وهم يتجمعون حول حوض سباحة في أحد مبانى السفارة الأمريكية فيما قام آخرون بالقفز الى حوض السباحة من مبنى قريب.
وقالت واشنطن يوم الأحد إن جماعة مسلحة استولت على مبنى شاغر ملحق بالسفارة الامريكية إلا ان الجماعة لم تقتحم المجمع الرئيسي للسفارة. وكان قد تم إجلاء جميع العاملين بالسفارة الشهر الماضي.
* خارج نطاق السيطرة
وفي وقت متأخر يوم الأحد اصدرت الحكومة بيانا تعترف فيه بفقدانها السيطرة على العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة.
وقال البيان إن معظم الوزارات والمؤسسات وأجهزة الدولة في العاصمة طرابلس صارت خارج نطاق سيطرة الحكومة وان الجماعات المسلحة منعت العاملين من دخول بعض المباني الحكومية.
وتقع جميع الوزارات والمؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي في طرابلس.
ولم يؤثر انتصار قوات مصراتة في طرابلس بعد على انتاج النفط إلا ان المتعاملين يقولون إن ملكية النفط قد تصبح عرضة لتحديات قانونية إذا سيطرت هذه القوات على البنك المركزي حيث تودع عائدات النفط الخام.
وترفض الجماعات التي تسيطر على طرابلس الآن -وبعضها ذو توجهات اسلامية- الاعتراف بمجلس النواب الذي انتقل إلى طبرق ويحظى الليبراليون بتمثيل قوي فيه.
وأعادت القوات التي سيطرت على طرابلس البرلمان السابق الذي يعرف باسم المؤتمر الوطني العام وبه تمثيل قوي للاسلاميين.
وقالت الحكومة في بيان إن فصائل مسلحة هاجمت معسكرا في طرابلس مخصصا لايواء النازحين داخليا من بلدة طوارغة الغربية.
ولم يحدد البيان هوية المهاجمين. وتتهم قوات مصراتة أهالي طوارغة بتأييد معمر القذافي الذي اطيح به في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 .
وفاقم من ميوعة الموقف في طرابلس وقوع اشتباكات منفصلة في مدينة بنغازي الشرقية حيث أعلن اللواء السابق خليفة حفتر حربا على الاسلاميين المتشددين.
وأمكن يوم الإثنين سماع دوي انفجارات قوية وأزيز مقاتلات من منطقة قريبة من المطار الذي تحاول قوات اسلاميين الاستيلاء عليه من قوات حفتر المتحالفة مع قوات الجيش النظامي.
وهذه المنطقة واحدة من آخر المواقع للقوات الخاصة للجيش بعد ان استولى الاسلاميون على عدة معسكرات. وقال مقيمون إن الاسلاميين ومنهم أنصار الشريعة يحاولون دخول منطقة يوجد بها المطار وقاعدة جوية. وأصيب أيضا استاد قريب لكرة القدم.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)