من سانجيف ميجلاني وروبرتا رامبتون
نيودلهي (رويترز) - قال البيت الأبيض الأمريكي يوم الاثنين إن الهند قد تلعب دورا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية مما يؤكد ثقة واشنطن في استعداد نيودلهي المتنامي للانخراط في قضايا الأمن العالمي.
وتأتي هذه التصريحات أثناء زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنيودلهي.
وقال بن رودز نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي يوم الاثنين إن الهند والولايات المتحدة يمكن أن تتعاونا في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية خاصة فيما يتعلق بالتمويل والمقاتلين الأجانب عوضا عن نشر جنود على الأرض.
وأضاف للصحفيين في نيودلهي "عند النظر في النطاق الواسع لمجالات التعاون لمكافحة الإرهاب وكيفية تعقبنا لمسار تدفق المقاتلين وتمويل الإرهابيين أعتقد أننا نريد أن نجد حيزا للتعاون (مع الهند)."
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من مشاهدة الرئيس الأمريكي عرضا مبهرا للقوة العسكرية في الهند وتنوعها الثقافي يوم الاثنين في ثاني أيام زيارته للبلاد والتي وصفت بأنها فرصة لتأسيس شراكة استراتيجية قوية بين أكبر ديمقراطيتين في العالم.
وهطلت الأمطار أثناء العرض الذي نظم في قلب العاصمة الهندية نيودلهي بمناسبة الاحتفال بيوم الجمهورية لكن أجواء الإثارة ظلت تحيط بزيارة أوباما المهمة التي بدأت يوم الأحد بإبرام عدد من الاتفاقات وصلات المودة برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ورصد متابعون للعلاقات الهندية الامريكية رغبة مودي في بحث قضايا تتجاوز حدود الهند منها مسألة الدولة الاسلامية حين زار رئيس وزراء الهند واشنطن في سبتمبر ايلول.
وحظرت الهند الدولة الاسلامية الشهر الماضي بعد أيام من احتجاز مهندس يشتبه انه يدير موقعا مؤيدا للتنظيم المتشدد على توتير.
وأعلن أوباما ومودي خططا للتعاون في مجال التجارة النووية يقدر حجمها بمليارات الدولارات وتعزيز روابط الدفاع.
وكانت مظاهر المودة بين أوباما ومودي مشهدا مميزا حيث كان رئيس وزراء الهند قبل عام واحد فقط شخصا غير مرغوب فيه في واشنطن ومنع من زيارة الولايات المتحدة لقرابة عشر سنوات بسبب أعمال شغب دامية بين الهندوس والمسلمين في ولاية كان يتولى رئاسة حكومتها.
وأوباما هو أول رئيس أمريكي يحضر العرض السنوي للقوات العسكرية الهندية والذي ارتبط لفترة طويلة بمشاعر مناهضة للأمريكيين خلال الحرب الباردة.
وعلت الهتافات أثناء نزول أوباما وزوجته ميشيل من سيارتهما وتوجههما إلى منصة متابعة العرض.
وجلس أوباما بعد ذلك بجوار مودي لمتابعة العرض في طريق راجباث الذي يعود لأيام الاستعمار البريطاني للهند. ونثرت طائرات الهليكوبتر أوراق الورود على الحشود ثم تحركت الدبابات والصواريخ وسار الجنود أمام الضيوف كما قدمت الفرق الموسيقية والراقصون عروضا.
وفرضت اجراءات أمن مشددة لتأمين العرض وفي أنحاء نيودلهي وانتشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة والأمن في الشوارع وعلى الأسطح.
ويمثل حضور أوباما العرض بدعوة شخصية من مودي أحدث منعطف في علاقة ثنائية بين الهند والولايات المتحدة تشهد مدا وجزرا كانت قبل عام متضررة بشدة.
*قوة موازية للصين
وترى الولايات المتحدة في الهند سوقا كبيرة وقوة آسيوية محتملة موازية للصين لكنها شعرت بالإحباط إلى حد كبير جراء بطء وتيرة الإصلاحات الاقتصادية لنيودلهي وعدم استعدادها لدعم مواقف واشنطن في الشؤون الدولية.
وقال جون هانتسمان السفير الأمريكي السابق في بكين وباهارات جوبالاسوامي القائم بأعمال مدير مركز جنوب آسيا في مقال رأي مشترك كتباه لرويترز "الهدف الأكبر الذي تسعى وراءه الولايات المتحدة هنا هو إقناع الهند بالانضمام إلى ائتلاف الدول الديمقراطية لموازنة صعود الصين."
واتفق مودي وأوباما يوم الأحد على التشاور عن كثب فيما يخص الأزمات الدولية بينها العراق وسوريا.
وقالا في بيان مشترك "اتفق الزعيمان على تبادل المعلومات بشأن الأشخاص العائدين من مناطق الصراع هذه مع استمرار التعاون في حماية وتلبية حاجات المدنيين العالقين وسط هذا الصراع."
كما اتفقا على إطار عمل مدته عشر سنوات بشأن علاقات الدفاع واتفاقات للتعاون منها اتفاق على الإنتاج المشترك لطائرات بلا طيار ومعدات لطائرة النقل العسكرية سي-130 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.
وشملت الاتفاقات الأخرى إقامة خط ساخن بين أوباما ومودي وهو أول خط ساخن للهند على مستوى الزعامة إلى جانب مبادرات خاصة بالتمويل لمساعدة الهند على استخدام الطاقة المتجددة.