بانكوك، 3 مايو/آيار (إفي): تجاهل المحتجون في تايلاند المعروفون باسم أصحاب "القمصان الحمر"، التهديدات التي وجهها لهم رئيس وزراء البلاد أبهيست فيجاجيفا بإجلائهم بالقوة من قلب العاصمة بانكوك وواصلوا احتلالهم لتلك المنطقة.
ولزم المتظاهرون الذين ينتمون إلى الجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية، اليوم الاثنين أماكنهم التي حصنوها وتحت مظلات تحميهم من الأمطار الغزيرة التي تتساقط عليهم.
ومن جانبه أكد فيجاجيفا اليوم أن حكومته تعكف حاليا على إعداد "خارطة طريق" تهدف إلى المصالحة مع الجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية وإنهاء المواجهات معها.
وخلال مداخلته في البرلمان التايلاندي اليوم قال فيجاجيفا "سأقدم حلا سياسيا أو خارطة طريق"، مبرزا ضرورة السماع لجميع الأطراف بما فيهم المتظاهرين والمعارضين للخروج من الوضع الراهن.
وفي هذا الصدد قال "ينبغي السماع ليس فقط للحكومة ولكن لرجال السياسة والمتظاهرين والجماعات المعارضة، لكي نتمكن من الخروج من الأزمة الحالية".
وكان فيجاجيفا قد حذر المتظاهرين الأحد من إخلاء قلب العاصمة بالقوة إذا واصلوا احتلالهم له، كما أقر في الوقت نفسه بحالة الاستياء المنتشرة بين مواطني بانكوك بسبب قلة تحركات حكومته، التي استبعدت اعلان الأحكام العرفية عقب وصفها بـ"الأداة غير الضرورية".
ويحتل المتظاهرون قلب العاصمة التايلاندية بانكوك منذ مطلع الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى تكبد البلاد خسائر مادية كبيرة بسبب إغلاق عدد من المطاعم والفنادق وشل الحركة في هذه المنطقة الحيوية.
وأدى هذا الأمر إلى فقدان قرابة 63 ألف تايلاندي لوظائفهم في بانكوك وحدها، فيما تتوقع الحكومة تراجع إجمالي الناتج المحلي للبلاد بنسبة تتراوح بين 1 و2%.
يشار إلى أن الاحتجاجات في تايلاند بدأت الشهر الماضي للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
ويدعو جزء من المجتمع التايلاندي إلى الحوار للخروج من الأزمة، فيما يرغب القطاع المحافظ المعروف باسم "القمصان الصفر" في إصدار الحكومة للقانون العسكري وأمر الجيش بالتصدي لاحتجاجات معارضيهم (القمصان الحمر).
وكانت مجموعة "الأزمات الدولية" قد حذرت الأحد من أن استمرار الأزمة السياسية التي تشهدها تايلاند وتزداد حدتها بسبب المواجهات بين السلطات والمتظاهرين المناهضين للحكومة، قد يؤدي إلى اندلاع "حرب أهلية غير معلنة" في البلد الآسيوي.
وقالت المنظمة غير الحكومية المتخصصة في تحليل النزاعات وبحث حلول لها إن الهوة بين الحكومة والمتظاهرين من "القمصان الحمر" في شوارع بانكوك تزداد اتساعا، وأن الأوضاع داخل البلاد في تدهور مستمر.
كما نصحت بتشكيل مجموعة مختلطة، تضم رموزا تايلاندية ودولية مستقلة، للتوسط بين طرفي النزاع، وللحيلولة دون شن عملية عسكرية ضد "القمصان الحمر".
يذكر أن تايلاند تشهد أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 برئيس الوزراء السابق ثاسكين شيناواترا المقيم في المنفى بعد إدانته بالسجن لمدة عامين في قضية فساد عام 2008.
ومن المعروف أن شيناواترا، الذي ترأس حكومة تايلاند في الفترة ما بين 2001 حتى 2006 حين أطيح به انقلاب عسكري، هارب من العدالة كما صدر بحقه حكم بالسجن عامين في قضايا تتعلق بالفساد. (إفي)