مدريد، 18 أكتوبر/تشرين أول (إفي): حصلت مؤخرا الروائية الاسبانية أنخيليس كاسو على جائزة بلانيتا الاسبانية التي تعتبر من أرفع الجوائز للرواية في البلاد وقيمتها 601 ألف يورو.
وذكرت كاسو (من مواليد خيخون 1959)، في حديث لصحيفة (لابانجواديا الاسبانية) اليوم أن روايتها "ضد الرياح" تتناول تجربة شابة افريقية من الرأس الاخضر تهاجر الى إسبانيا، وهي مستمدة من قصة امرأة حقيقية تدعى ساو عملت لدى الكاتبة.
وبسؤالها عن موضوع الهجرة في الأدب الاسباني المعاصر، قالت "الادب هو غايتي الاولى وموضع اهتمامي الرئيسي، ويأتي المجتمع وقضاياه في المرتبة الثانية وخصوصا ما يتعلق بالمرأة".
وردا على جزئية الكتابة عند المرأة، دافعت عن الرؤية الانثوية للاشياء والكون المحيط، مستشهدة بعبارة فيرجينيا وولف الشهيرة: "لماذا ننكر نظرة المرأة للعالم"، لافتة الى الواجب الذي شعرت به لالقاء الضوء على وجود المرأة المهاجرة في المجتمع الاسباني.
من جانب آخر، ترى الكاتبة الاسبانية أن المرأة الاوروبية عرفت كيف تتحرر وتكسر قيودها، ولكنها في الوقت نفسه استعبدت امرأة اخرى مثلها في اشارة الى المهاجرات اللاتي يتحملن رحلة الموت من اجل الوصول الى اسانيا أو اي دولة في الاتحاد الاوروبي، فيتعرضن للاستغلال وترضين بمرتبات اقل تدفعها لها احيانا سيدات مثلهن مقابل الخدمة في المنازل على سبيل المثال.
وتستطرد انخيليس في حديثها، مشيرة الى أوضاع هؤلاء السيدات اللاتي تمنحن المساعدة للعجائز والحنو للاطفال بحكم اعمالهم المنزلية، ولكن ينتظرهم في المقابل مستقبل غامض قد يكون أحيانا "الدفع الى الطريق".
بالمثل يتعرض الكتاب الى ظاهرة العنف ضد المرأة والتي اصبحت تقلق المجتمع الاسباني بأكمله في الوقت الحالي، مشيرا الى مقتل 47 سيدة في حوادث للعنف المنزلي في أقل من عام، فضلا عن آلاف السيدات اللاتي تتعرضن لسوء المعاملة اليومية في حياتهن من قبل الزوج أو الصديق.
وبسؤال انخيليس عن البنية الروائية لعملها، أوضحت انها قد صاغته في ضمير الأنا، فتقوم البطلة بالحديث عن نفسها ثم تفسح المجال للسيدة الافريقية لتقص حياتها.
يشار الى ان انخيليس درست تاريخ الفن وتعمل صحفية وكاتبة، وقد توقفت عن كتابة الرواية منذ تسع سنوات لتعود بروايتها الجديدة التي سوف تطرح منها في الاسواق 210 ألف نسخة يوم 5 من شهر نوفمبر/تشرين ثان المقبل.
وبسؤالها عما ستفعله بالجائزة، اكدت انها سوف تقتسمها مع السيدة الافريقية ساو، لأنها كانت ملهمتها لكتابة العمل الذي استغرق تأليفه 7 أشهر.
في نهاية الحديث قالت الكاتبة "نحن شعب عنصري"، مشيرة الى ان اي شعب يمر بأزمة اقتصادية يشهد خروج مجموعات عنصرية تنبذ الاجانب اقتناعا منها بأن هؤلاء المهاجرين سوف يغتصبون فرصهم وحقهم في العمل، وهو ما يجري في إسبانيا حاليا، وفقا لوجهة نظر الكاتبة.
ومن اعمال الكاتبة: "أستورياس في المساء" (1988)، و"الحورية" (1993)، كما حصلت على جائزة فرناندو لارا عام 2000 عن روايتها (الصمت الطويل)، وترشحت لجائزة بلانيتا قبل ذلك، ولكنها لم تفز بها.(إفي)