أسبوع جديد يبدأ عزيزي القارئ، حيث أنه و بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة يعود المستثمرين إلى الأسواق المالية، و يبدو أن هذا الأسبوع سيكون هادئا في ظل عدم وجود أية أخبار اقتصادية مؤثرة على الأجندة الاقتصادية لهذا الأسبوع، حيث من الممكن أن يستغل المستثمرون هذه الفترة للراحة قليلا و التمتع بموسم الأعياد، حيث بدأت أحجام التداول بالانخفاض بشكل كبير يوم الخميس الماضي و من المتوقع بقاء حجم التداولات ضعيفا خلال هذا الأسبوع أيضا.
الأخبار الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع ليست على هذه الدرجة من الأهمية، حيث أنها لن تضيف شيئا للنظرة المستقبلية، حيث من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي مرحلة التعافي خلال عام 2010، و بالتالي فان الاقتصاد الأمريكي لن ينمو ضمن امكانياته على المدى الطويل قبل عام 2011.
و لكن لا يجب علينا أن ننسى بأن هناك مجال بأن تظهر مفاجآت جديدية و تطورات ليست بالحسبان و التي قد تغير من النظرة المستقبلية، على الرغم من أن ذلك مستبعد حاليا و لكنه يبقى احتمالا قائما و لو كان ضئيلا، حيث أننا لا نرى حاليا أي سبب قد يعطل من مرحلة التعافي الاقتصادي الراهنة و بالتالي فمن المتوقع أن يكون عام 2010 أحسن من العام 2009 بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.
و لكن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يواجه تحديات صعبة، حيث أن ارتفاع معدلات البطالة و تشدد الشروط الائتمانية يواصلان ضغطهما السلبي على معدلات النمو الاقتصادي، و من المتوقع أن يستمر ذلك لفترة من الوقت، حيث أن معدلات البطالة ستأخذ وقتا طويلا حتى تبدأ بالانخفاض بشكل ملحوظ، هذا و كانت معدلات البطالة قد ارتفعت مؤخرا إلى أعلى مستوياتها منذ 26 عاما عند 10.0%.
لا تزال الشركات الأمريكي تقوم بالتخلي عن المزيد من الموظفين، على الرغم من أن نسبة تشريح الموظفين قد تراجعت مؤخرا، و لكن الشركات لم تبدأ بالتوظيف بعد، حيث يجب أن تبدأ الشركات الأمريكية بالتوظيف حتى نستطيع أن نقول بأن الاقتصاد الأمريكي سيكون قادرا على التعافي بشكل تام من أسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أن معدلات البطالة المرتفعة ستواصل تأثيرها السلبي على انفاق المستهلكين و بالتالي معدلات النمو الاقتصادي.
بدأ الاقتصاد الأمريكي بالنمو خلال الربع الثالث من 2009 للمرة الأولى خلال هذا الركود، على الرغم من أن النمو جاء نتيجة للدعم الحكومي و خطط التحفيز الاقتصادية و لكن ذلك أعطى الاقتصاد بعضا من الزخم و الذي قد يوفر قاعدة للنمو المتوقع في المستقبل، و لكن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يتمكن من الاستقرار و بالتالي لا يجب علينا أن نتوقع وجود حلول سحرية و لكن الوضع الراهن يحتاج إلى المزيد من الجهد و العمل الدؤوب من الجميع حتى نتأكد من أن أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم قد انتهت فعلا...