تيجوثيجالبا، 9 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أدى رفض الرئيس الهندوري المخلوع مانويل ثيلايا للعرض الذي قدمه له الرئيس المعين روبرتو ميشيليتي بتشكيل حكومة وحدة وطنية مناصفة مع أعضاء حكومة الأمر الواقع التي تتولى مقاليد الحكم في البلاد منذ انقلاب يونيو/حزيران الماضي، إلى تبديد الآمال في حل الأزمة التي تعصف بالدولة اللاتينية.
فعلى الرغم من توقيع الطرفين لاتفاق "تيجوثيجالبا-سان خوسيه" نهاية الشهر الماضي، إلا أن سماء هندوراس سرعان ما تلبدت بالغيوم بسبب الخلاف بين ثيلايا وميشيليتي حول تفاصيل هذا الاتفاق.
بدأ الخلاف الأخير يوم الخميس الماضي مع إعلان ميشيليتي تشكيل حكومة أحادية الجانب بدلا من حكومة وحدة وطنية، وهو ما اعتبره ثيلايا انتهاكا للاتفاق المبرم بين الطرفين.
وكرد فعل على موقف ميشيليتي أكد ثيلايا الأحد توقف المفاوضات مع حكومة الأمر الواقع "بشكل نهائي"، كما طالب منظمة الدول الأمريكية باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة الديمقراطية إلى هندوراس والدفاع عن الحكومات المنتخبة من قبل الشعوب.
كما أعلن الرئيس المخلوع فشل اتفاق "تيجوثيجالبا-سان خوسيه"، الذي توصل له الطرفان نهاية الشهر الماضي بعد مفاوضات طويلة وتضمن عدة نقاط على رأسها: تشكيل حكومة وحدة وطنية، فضلا عن تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، والاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر الجاري.
وعلى الرغم من تقديم ميشيليتي لمقترح جديد الأحد، طالب فيه ثيلايا بتقديم قائمة تضم عشرة أسماء للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، إلا أن هذا العرض قوبل برفض الرئيس المخلوع الذي اعتبر ما حدث "طعنة للديمقراطية".
وتعليقا على هذا الأمر قال ثيلايا "لا يمكننا الاستمرار في هذا العمل المسرحي وفي حوار زائف حول اتفاق تم انتهاكه، لذا قررنا الانسحاب بعد جهود دامت أربعة أشهر".
ومن جانب آخر قرر المرشح اليساري المستقل كارلوس رييس الانسحاب من الانتخابات المقرر إجراؤها في الـ29 من الشهر الجاري، لاعتبارها بمثابة "اضفاء للشرعية" على الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد يوم 28 يونيو/حزيران الماضي.
وعلى صعيد آخر وجهت الحركة الشعبية في هندوراس، التي تنادي بعودة الرئيس المخلوع إلى مقاليد الحكم، نداءا إلى أنصارها تطالبهم بمقاطعة الانتخابات المقبلة.
وأكدت الحركة أن تلك الانتخابات بمثابة "فخ نصبه الانقلابيون" لكي يصوت الشعب الهندوري لصالحهم، لذا يتوجب عليهم مقاطعة تلك الانتخابات للحيلولة دون الوقوع في الفخ ولعدم المشاركة في عملية التدليس التي تقوم بها حكومة الأمر الواقع.
الجدير بالذكر أن هندوراس تعيش في خضم أزمة سياسية حادة منذ اعتقال القوات العسكرية لثيلايا واقتياده بالقوة إلى خارج البلاد في 28 يونيو/حزيران الماضي، وتعيين ميشيليتي رئيسا جديدا خلفا له.
وكان ثيلايا قد عاد إلى هندوراس في 21 من سبتمبر/أيلول الماضي، ومنذ ذلك الحين يحتمي بمقر السفارة البرازيلية في العاصمة تيجوثيجالبا، انتظارا لتحديد مصيره الذي أصبح في مهب الريح. (إفي)