كارتاخينا (كولومبيا)، 31 يناير/كانون ثان (إفي): كشف الكاتب الروائي البيرواني ماريو بارجاس يوسا اليوم عن اسم روايته القادمة، موضحا أنها ستحمل عنوان "حلم الكلتي"، مشيرا إلى أنه يعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة للعمل الأدبي الذي يدور خلال القرن 19 وأوائل القرن العشرين، في الكونغو والأمازون وإيرلندا وألمانيا.
جاء إعلان يوسا اليوم خلال مشاركته في فعاليات مهرجان "أي فيستيفال" الثقافي الخامس بمدينة كارتاخينا دي إندياس الكولومبية، وفي تصريحات له لتليفزيون (RCN) المحلي أشار إلى أن لديه أسلوب شديد الخصوصية في كتابة الرواية، يتميز بـ"فلترة" العمل أكثر من مرة وإعادة صياغة متكررة حتى ينتهي من العمل في صورته النهائية.
ويوضح "أكتب في البداية ملاحظات باللون الأزرق، ثم أضيف إليها تفاصيل بالأحمر، إلى أن انتهي من الصيغة الأولى تماما لأخضعها بعد ذلك للمزيد من التعديل والتبديل في اكثر من صياغة، حتى استقر على الشكل النهائي.
وعن روايته الجديدة يقول الروائي صاحب "المدينة والكلاب" و"حفلة التيس"، و"محادثات الكاتدرائية" و"من قتل موليرو"، إن العمل القادم يدور حول شخصية عثر عليها في السيرة الذاتية للكاتب جوزيف كونراد، وهو سياسي حاول التصدي لوحشية المستعمرين في الدول المنتجة للمطاط.
ويضيف "أطلقت على روايتي الجديدة حلم الكلتي، لأن البطل أيرلندي ينتمي للتيار القومي، عندما كانت إيرلندا جزءا من "بريطانيا العظمى"، وعمل طويلا مع الانفصاليين، وقد تعرض للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام أثناء الحرب العالمية الأولى.
وتابع "كالعادة تتضمن الرواية العديد من العناصر الخيالية حول الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، حيث يعترف أنه لم يكن يعرف الكثير عن تلك الفترة، ومن ثم ساعده كتابة الرواية على إثراء معارفه عن هذا الجانب.
يذكر أن آخر أعمال يوسا كانت "رمال ويوتوبيا"، ويضم مقالات وموضوعات عن أمريكا اللاتينية، تعكس التطور الإيدولوجي للكاتب وقارته.
جدير بالذكر أن الكلت هم شعوب هند أوروبية كان لها دين متعدد وثقافة مميزة، في العصر الحديدي قبل الميلاد، وكانوا منتشرين من شبه الجزيرة الأيبيرية حتى تركيا، لكن موطن لغتهم الأصلي موضع خلاف إلا أن توسع الإمبراطورية الرومانية من الجنوب، والقبائل الجرمانية من الشرق سطر نهاية الثقافة الكلتية في الأراضي الأوروبية، بينما احتفظت بريتاني بوسط فرنسا، وحدها بلغتها الكلتية وهويتها، وقد يكون ذلك بسبب المهاجرين من بريطانيا العظمى.
جدير بالذكر أن "أي فيستيفال" مهرجان يقام بشكل دوري منذ 20 عاما في بلدة "هاي إن واي" بمقاطعة ويلز البريطانية، ويقام في كارتاخينا في دي إندياس منذ خمس سنوات، ويعتبر واحد من أهم المهرجانات الثقافية في أمريكا اللاتينية وتستقبل نسخة العام الحالي أكثر من 95 كاتب وأديب من جميع أنحاء العلم. (إفي) ا ج ب/ط ز