صوفيا، 15 مايو/آيار (إفي): أعربت ألييدا جيفارا، ابنة الزعيم الثوري الأسطوري إرنستو تشي جيفارا من العاصمة البلغارية صوفيا، عن ضجرها للاستخدام التجاري المفرط لصورة والدها في جميع أنحاء العالم.
وأشارت ألييدا في مقابلة مع وكالة (إفي) إلى أنها لا تعترض عن استخدام صورة وجه أبيها في القضايا الاجتماعية والمتعلقة بحقوق الإنسان، ولكنها ترفض ذلك عندما يتم استخدامها لأغراض ربحية.
جدير بالذكر أن ابنة جيفارا الكبرى من زواجه الثاني تزور بلغاريا، حيث تشارك حاليا في المنتدى السنوي الخامس عشر لمنظمات تضامن الدول الأوروبية مع كوبا.
وقالت ألييدا إن الاستخدام الصحيح لصورة والدها "يعتبر أساس الاحترام".
وأوضحت: "أحيانا يستخدم رمز جيفارا بطريقة صحيحة، فعلى سبيل المثال قام طفل برتغالي في مظاهرة للمعلمين بحمل علم مطبوع عليه صورة والدي وعندما سأله التليفزيون البرتغالي عن استخدامه لهذه الصورة، أجاب: لأنني سأحارب حتى النصر مثل جيفارا".
وأردفت ألييدا: "إن والدي يجب أن يظل في القلب، وندركه في طريقة العمل كل يوم.. في تقليد رجل كان إنسانا بمعنى الكلمة".
كما أكدت أنه من الممكن أن يولد اليوم جيفارا آخر، بل وشددت على أنه يوجد أحدهم في مكان ما في العالم، ولكنه لم يعرف بعد.
وأضافت طبيبة الأطفال، التي ستكمل عامها الـ60 في نوفمبر/تشرين ثان المقبل، أن ذكرياتها عن والدها قليلة للغاية، نظرا لأنه كان لديها أكثر من أربع سنوات بقليل عندما خرج جيفارا من كوبا متوجها إلى بوليفيا، حيث لقي مصرعه هناك.
وقالت متأثرة: "إن الذكرى التي أحملها له هي أنه كان يعرف كيف يحب دون أن يقولها أحيانا، فلم يكن ضروريا"، وأضافت: "لقد كان يُقبّل بقوة وحنان غير عادي".
وبسؤالها عن الأكثر أهمية بالنسبة لها إذا خيرت بين ابنتيها (إستيفانيا "20 عاما" وثيليا "19 عاما) أو الثورة، أجابت: "الثورة لأنني أحب ابنتيّ وأريد أن تعيشا بنفس الكرامة التي عشت بها أنا".
وفيما يتعلق بالأوضاع الحالية في العالم وإذا كانت الأزمة المالية العالمية تشبه الصعوبات التي تعاني منها كوبا بعد اختفاء الاشتراكية، أشارت ألييدا إلى أن "كوبا بمنأى عن هذه الأزمة لأن شعبها معتاد على العيش بالقليل، ولكن في ظروف جيدة".
وأضافت أن جودة الحياة في كوبا مضمونة نظرا لمجانية الخدمات الصحية والتعليم، والتأمينات الاجتماعية الجيدة، مما يكفل للشعب الكوبي أشياء سيبدأ الكثيرون في العالم فقدانها.
جدير بالذكر أن إرنستو تشي جيفارا ولد في الأرجنتين 14 يونيو/حزيران 1928 وتخصص في دراسة الطب، وتلقى أغلب علومه الدراسية في المنزل نظرا لإصابته بالربو، وواصل رحلة كفاحه لتحرير دول العالم بعد نجاح الثورة الكوبية، وزار بعد ذلك مصر والكونغو والجزائر. وعاد من جولته ليقدم استقالته من منصبه كوزير بالحكومة الكوبية في مارس/آذار 1965 ، وينضم للكفاح في بوليفيا، حيث لقي مصرعه على يد عملاء المخابرات الأمريكية في 9 أكتوبر/تشرين أول 1967.(إفي)