فيينا، 18 يوليو/تموز (إفي): انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الـ18 لمكافحة الايدز في فيينا بالدعوة إلى جعله نقطة فاصلة في معركة مواجهة المرض على أن تكون حماية حقوق الانسان والوقاية والعلاج من المرض المحاور الرئيسية.
وأكد ميشيل سيدبيه مدير وكالة الامم المتحدة لمكافحة الايدز (أونوسيدا) متفائلا عند افتتاح المؤتمر الذي يضم 25 ألف خبير وناشط ان "التوصل إلى جيل خال من مرض الايدز أمر يمكن تحقيقه".
وبرر مسئول الامم المتحدة هذا التفاؤل بخفض حالات الاصابة بالمرض من 17% منذ عام 2001 وزيادة الاشخاص الذين يحصلون على العلاج ضده.
وبرغم هذا التقدم، فقد أوضح سيدبيه انه لم يتم بعد هزيمة المرض وان ملايين الاشخاص مازالوا يعانون من تبعات مرض قضى على حياة 25 مليون شخص.
ولذا، فقد حذر من انه لا يمكن خفض الرقابة، منتقدا التأخير في تطبيق برامج الوقاية.
وقال "اننا في فيينا في لحظة حاسمة. سيلقى ملايين الاشخاص حتفهم في حال استمرار تقديم فقط مزيج من الخدمات غير المنسقة وافتقاد الاموال".
وتحدث سيدبيه عن اربعة محاور اساسية في هذه المعركة وهي اقامة ثورة للوقاية من المرض واستخدام اساليب جديدة للعلاج أكثر كفاءة وأقل تكلفة تسمح بتوفير الاموال وتجعله يصل إلى مزيد من الاشخاص.
ويعد القضاء على التمييز بمثابة المحور الثالث لهذه الاستراتيجية التي ذكرها سيدبيه، بينما تعد المساواة في النوع التي تعطي للسيدات الحقوق و"القدرة على التحكم في مصيرهن الجنسي" المحور الرابع والاخير.
وأبرز سيدبيه أن من بين العقبات في هذا الطريق لهزيمة الايدز، خفض الاستثمارات وخاصة عدم تنفيذ مجموعة جي8 للدول الغنية ألتزاماتها للقضاء على المرض.
وأكد رئيس المؤتمر خوليو مونتانير اليوم ان "اللامبالاة وعدم المسئولية" السياسية للعديد من زعماء العالم تمثل أكبر عائق لمواجهة هذا الوباء الذي يعاني منه أكثر من 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وأشار مونتانير اليوم إلى الالتزام غير المحقق للدول الثمانية الغنية التي تعهدت به في عام 2005 وتم اقراره من قبل الامم المتحدة للتوصل إلى توفير العلاج لجميع المصابين في عام 2010 .
وقال قبل ساعات من الافتتاح الرسمي للمؤتمر الذي يجمع بالعاصمة النمساوية فيينا 25 ألف شخص للمطالبة بمزيد من الحقوق والموارد الاقتصادية لمكافحة الايدز "اننا لسنا قريبين من تحقيق الهدف".
وشدد مونتانير على أن الادوات متوفرة لوضع نهاية للمرض، موضحا ان المشكلة تكمن في افتقاد الارادة السياسية، مبديا رفضه لحجة نقص الموارد بسبب الازمة الاقتصادية.
ومن ناحية أخرى، أعرب المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الايدز ميشيل كازاتشكين اليوم بفيينا عن قلقه بشأن تمويل البرامج الدولية لمكافحة هذا الوباء.
وأفاد كازاتشكين للصحافة "انني قلق للغاية بسبب الازمة والاولويات التي تطرأ على الساحة ولاننا في عالم تتغير فيه الأمور كل 20 دقيقة".
ومن المتوقع ان يتلقي الصندوق في الاشهر المقبلة 13 مليار دولار كحد أدنى لمشروعاته، على الرغم من ان القيام بتغطية أكثر اتساعا يتطلب 20 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي الـ18 لمكافحة الايدز، أعرب كازاتشكين عن أمله في ان يصبح انجازا مثل مؤتمر فانكوفر في عام 1996 ودربان في عام 2000.
وأوضح الطبيب الفرنسي ان "بعض هذه المؤتمرات لها تأثير كبير"، مثل مؤتمر دربان بجنوب أفريقيا الذي "توجه منه العالم بأسره للتصدي للايدز".
وأبرز تحقيق "تقدم ملموس" في مكافحة الايدز بالمقارنة مع الوضع منذ عشرة أعوام، مضيفا ان الصندوق يهدف لمضاعفة العدد الحالي المقدر بخمسة ملايين مريض الذين يتلقون العلاج ضد المرض.
يذكر ان الايدز تسبب في عام 2008 في وفاة مليوني شخص وإصابة 2.7 مليون آخرين، 97% منهم في الدول الفقيرة والنامية، وفقا لبيانات منظمي المؤتمر.(إفي)