فيينا، 19 يناير/كانون ثان (إفي): كشفت دراسة نشرتها الأمم المتحدة
اليوم أن الفساد يعد الهاجس الرئيسي للشعب الأفغاني لأنه يلتهم ملياري
ونصف مليار دولار، ويعتقد الشعب، الذي يحيا في ظروف اقتصادية متردية،
أن المسئولين عن استفحال الفساد هم الشرطة ورجال القضاء والنيابة
العامة والمحامين والسياسيين.
ووفقا للدراسة التي شملت 7 آلاف و600 شخص من 12 مقاطعة أفغانية، يرى
59% من الأفغان أن الفساد يتصدر قائمة هواجس المواطنين ويسبق انعدام
الأمن والبطالة.
وأكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أنطونيو
ماريا كوستا "حان الوقت لتجفيف منابع الفساد في أفغانستان ووقف التهام
الأموال التي تذهب إلى ثقب أسود. إن الفساد هو العائق الأكبر أمام عودة
الأمن والتنمية وسيادة الدولة".
وحذر كوستا من أن ذلك الواقع يسمح أيضا "بحدوث جرائم أخرى مثل تجارة
المخدرات والإرهاب".
وأوضح تقرير بعنوان "الفساد في أفغانستان والرشوة المرفوضة من قبل
الضحايا" أن الفاسدين يشكلون جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للشعب،
وأن واحدا من كل اثنين أفغان سبق له دفع رشوة للحصول على خدمة عامة.
وتصل قيمة الرشاوى غالبا إلى 160 دولار وهو مبلغ مرتفع، فنصيب الفرد
من الدخل يصل إلى 425 دولار سنويا.
يذكر أن أفغانستان تشهد أوضاعا أمنية واقتصادية متردية منذ كانت
حركة طالبان تسيطر على الحكم، وزاد الغزو الأمريكي للبلاد عام 2001
الأوضاع سوءا لتنهار أفغانستان تماما وتدخل في دوامة لا تنتهي من
الفساد والعنف والدم.(إفي)