الحريري يؤكد التزامه بتشكيل حكومة وحدة وطنية

بيروت، 27 يونيو/ حزيران (إفي): تعهد سعد الحريري، في أول بيان له بعد تكليفه للمرة الأولى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، بالتزامه بتأليف حكومة "وحدة وطنية" تكون متجانسة وقادرة على العمل بعيدا عن أي عرقلة.



وقال الحريري، الذي زار قبر والده في وسط بيروت بعد تكليفه تشكيل الحكومة، اليوم للصحفيين، إنه سيبدأ مشاورات مع جميع الكتل النيابية "لمصارحتها بالتحديات والفرص والوقائع التي نراها أمامنا وبضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة لمصلحة لبنان".



وكان الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان قد كلف اليوم رئيس الأغلبية النيابية، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة الجديدة، ليدخل نجل رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005 نادي رؤساء الحكومات للمرة الأولى.



وشدد الحريري، ان همّه الأخير كان ولايزال إبعاد الفتنة عن لبنان، وإعادة اللحمة إليه لمواجهة تحديات خطيرة تتهدده على الصعيدين الخارجي والاقتصادي، "وللإفادة أيضا من الفرص التي من شأنها أن تنشأ إذا أحسن اللبنانيون إدارة شئونهم الوطنية".



وجاء تكليف الحريري بعد انتهاء المشاورات الدستورية التي أجراها الرئيس سليمان مع أعضاء مجلس النواب على مدى يومين، بإعلان 86 نائبا تسمية النائب الحريري لتشكيل الحكومة، مقابل امتناع 42 نائبا ينتمي أغلبيتهم لفريق المعارضة، عن تسمية مرشح.



وأكد رئيس الحكومة المكلف، "ان مواجهة المخاطر واقتناص الفرصة المتاحة للبنان يبدآن من مكان واحد هو تشكيل حكومة قادرة على العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وقادرة على الوقوف صفا واحدا لإعادة تحريك الاقتصاد، وفي وجه تهديدات إسرائيل".



وأشار الحريري إلى أنه سيعمل على تشكيل الحكومة "بكل انفتاح ونية حسنة واحترام للدستور والنظام الديمقراطي".



يذكر أن الدستور اللبناني لا ينص على مهلة محددة للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة؛ ما يعزز المخاوف من طول فترة المشاورات، ما قد يبقي لبنان في دائرة المراوحة في ظل "حكومة تصريف الأعمال"، برئاسة فؤاد السنيورة.



وأعلن أنه لن يبخل على لبنان وسيقوم بأي خطوة تفتح أمامه طريق الاستقرار وإعادة الاعتبار للدولة والنظام الديمقراطي وتجديد الثقة باتفاق الطائف، الذي تم عام 1989 وأنهى القتال في لبنان الذي استمر 15 عاما وارسى الدستور الجديد.



وقال الحريري ان "القضية الراهنة أكبر من موضوع تشكيل حكومة وتوزيع حصص وحقائب، القضية تتعلق بمصير وطن، في لحظة اقليمية تكاد أن تكون الأخطر والأكثر دقة في تاريخ المنطقة".



ومن المقرر أن يبدأ الحريري مهام تشكيل الحكومة غدا الأحد بجولة بروتوكولية على رؤساء الحكومة السابقين. (إفي)