مدريد، 6 يونيو/حزيران (إفي): كشف تقرير إخباري في إسبانيا اليوم الأحد، أن تعاون السلطات المكسيكية مع نظيرتها الإسبانية في ملاحقة عناصر منظمة إيتا الإرهابية وتضييق الخناق عليهم، أدى إلى بحث هؤلاء عن ملاذ جديد يحتمون فيه من الهجمات الموجهة ضدهم دون هوادة.
ونقلت صحيفة (إي بي سي) الإسبانية التي نشرت هذا التقرير، عن خبراء مكافحة الإرهاب في البلاد قولهم إن عناصر إيتا وجدوا في نظام الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الملاذ الذي يمكن أن يوفر لهم الحماية اللازمة، مما دفعهم للانتقال إلى فنزويلا التي باتت أكبر دولة يعيش بها عناصر المنظمة الإرهابية في أمريكا الجنوبية.
وتسعى وزارة الداخلية الإسبانية إلى وضع حد لتوافد عناصر إيتا على كاراكاس، وبدأت مساعيها في هذا الصدد بإرسال واحد من كبار قيادات الشرطة إلى الدولة اللاتينية.
ويشير الخبراء الأمنيين في إسبانيا إلى إن المكسيك يعيش بها حاليا 50 شخصا ممن ينتمون إلى إيتا، وهو عدد أقل بكثير مقارنة بحقبة التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان يحتمي بها 250 من عناصر المنظمة الإرهابية.
وأبدت سلطات مكافحة الإرهاب المكسيكية تعاونها مع نظيرتها الإسبانية خلال الفترة الأخيرة، ومن بين ثمار هذا التعاون تفكيك قاعدة دعم لوجيستي-ومالي تابع لإيتا في 18 يوليو/تموز 2002 في مكسيكو سيتي، كما قامت سلطات المكسيك بترحيل جميع أعضاء تلك القاعدة إلى إسبانيا.
وفي الوقت الحالي يرى عناصر إيتا أنهم سيشعرون بأمان أكبر في ظل نظام شافيز، نظرا لأن فنزويلا يعيش بها عدد من أعضاء إيتا حياة كريمة دون ملاحقة قانونية، بحسب الصحيفة ذاتها.
ويرجع التقرير السبب وراء بدء تحول فنزويلا إلى "أرض عناصر إيتا الموعودة" لعدة أسباب من بينها: ترحيل أعضاء إيتا إلى فنزويلا بناء على قرار من رئيس الحكومة الإسبانية السابق فيليبي جونثالث عام 1989.
وجاء قرار جونثالث بعد نقض الاتفاق المبرم مع المنظمة الإرهابية بهدف وقف العنف، والذي تم التوصل له في الجزائر كثمرة للمفاوضات التي أطلق عليها (محادثات الجزائر).
وجاء نقض هذا الاتفاق عن طريق هجوم نفذته إيتا في مدينة ساراجوسا الإسبانية، في 11 ديسمبر/كانون أول 1987 مما أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم خمسة أطفال.
ولكن أحد أبرز الأسباب التي تدفع أعضاء إيتا للرحيل إلى فنزويلا هو عيش الإرهابيين في كاراكاس دون تطبيق أي عقوبة عليهم، مثلهم مثل من تم إرسالهم إلى أوروجواي، فضلا عن تمكنهم من القيام بأنشطة تجارية ناجحة.
وكانت حكومة شافيز قد قدمت المساعدة لأحد عناصر إيتا يدعى أرتورو كوبياس، حيث تم تعيينه مستشارا للحكومة على الرغم من ضلوعه في اغتيال ثلاثة أشخاص، كما أن فنزويلا كانت على وشك منح الجنسية لأربعة آخرين من إيتا متهمين بقتل 40 شخصا للحيلولة دون ترحيلهم إلى إسبانيا، ولكن مساعي حكومة مدريد أوقفت إجراءات منحهم الجنسية.
ويرى الخبراء أنه في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة ستصبح فنزويلا ملاذا يحمي عناصر إيتا، ومكانا يسمح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم وتشكيل قيادات جديدة للقيام بأنشطة إرهابية بعد تضييق الخناق عليهم في فرنسا والبرتغال والمكسيك.
يذكر أن منظمة إيتا تنشط بشكل رئيسي في إقليم الباسك (شمالي إسبانيا)، حيث تطالب بالانفصال عن الحكومة المركزية في إسبانيا منذ منتصف القرن الماضي عن طريق ما تصفه "بالكفاح المسلح"، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 850 شخصا حتى الآن.
ويشار إلى أن قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية إلوي بيلاسكو قد أعلن مطلع شهر مارس/آذار الماضي عن وجود ما يشير إلى تعاون الحكومة الفنزويلية في التحالف الذي جمع بين منظمة إيتا والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) بغرض التدبير لهجمات ضد مسئولين كولومبيين، وطلبت مدريد من كاراكاس توضيحات لكشف ملابسات هذه المخططات.(إفي)