مدريد، 27 أغسطس/آب (إفي): يعود الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو ليتطرق الى الدين مجددا من خلال روايته الجديدة "قابيل"، ويطرح رؤية جديدة لاسطورة قابيل وهابيل والاله.
ومن المقرر ان تعرض الرواية الجديدة في معرض كتاب فرانكفورت شهر اكتوبر/تشرين أول القادم، ثم يقدم بعد ذلك في مكتبات البرتغال وأمريكا اللاتينية وإسبانيا، وباللغة الكتالونية، وفقا لما صرح به وكيل أعماله زفيرينو كويلو.
وصرح ساراماجو عبر حديثه لـ(إفي) من خلال الانترنت انه سيقدم روايته للمرة الاولى بمدينة لشبونة، بعد عودته من جزيرة لانثاروتي الاسبانية، مشيرا انه يرغب في القول من خلال روايته الجديدة بأن "الإله لا يعتبر محلا للثقة، فلماذا يمجد قابيل ويحط من شأن هابيل".
يشار الى ان اديب نوبل كان قد أطلق كتابه "الانجيل وفقا للمسيح" منذ 20 عاما، والذي أثار جدلا واسعا، حيث يستعرض بعض مواقف ومسارات المسيح، ولكن من وجهة نظر خاصة ومن منظور مخالف غير معتاد.
ويستطرد ساراماجو، في حديثه المثير للجدل، مشيرا الى ان المسيحيين لا يقرأون العهد القديم، ويتساءل كيف يقوم اليهود بجعل العهد القديم كتابهم المقدس، ووصفه بأنه "سيل من الترهات".
وتابع "الله، الشيطان، الخير والشر، جميع هذه المعاني موجودة في عقولنا وليس في الجنة او في جهنم، كما ان الحساب الاخير مع الله ليس امرا نافذا".
وبسؤاله عما اذا كان مرضه الأخير جعله يفكر في الله والحساب، فجاء رده قاطعا: " انني على يقين من أن الرب لا وجود له، ولذلك لم ألجأ اليه في المرض الشديد الذي منيت به، وما الذي كنت سأطلبه منه ان ظهر لي؟ أن يمد حياتي ؟".
وتابع ساراماجو قائلا: "نموت حين يأتي الموت، لقد انقذني الاطباء وزوجتي بيلار".
ولد جوزيه ساراماجو في 16 نوفمبر/ تشرين ثان 1922 وكان عليه أن يتوقف عن مواصلة دراسته بسبب سوء الأحوال المالية للعائلة.
وطبع أول رواية له في سنة 1947 ، وكتب أعمالا مثل "عام رحيل ريكاردو رييس" و"الكهف" و"الطوف الحجري"، وحصل علي جائزة نوبل عام 1998.
وعرف ساراماجو بآرائه السياسية الحادة التي طالما أدلى بها وسببت له العديد من المشاكل، كما انه ناشط في مجالات حقوق الإنسان وكان قد اشترك في مظاهرة نظمت في العاصمة الإسبانية مدريد، للتنديد بغزو العراق.(إفي)