مدريد، 18 مايو/آيار (إفي): اختتمت فعاليات قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية والكاريبي اليوم في العاصمة الإسبانية مدريد باتفاق على ضرورة تطوير آليات جديدة للنظام العالمي، في ظل عالم متعدد الأقطاب.
وتطرقت القمة، التي شارك في فعالياتها 60 من رؤساء دول وحكومات دول المنطقة، إلى الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى إحراز تقدم نحو شراكة استراتيجية تهدف لتوحيد الجهود لصالح التنمية والتعافي الاقتصادي.
وفي ختام القمة أكدت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرناندث أن تعددية الأطراف تعد "الوسيلة الأكثر ملائمة للتطرق إلى المشكلات، ليس فقط المالية، وإنما للسياسية منها".
وفي هذا السياق شدد رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو على أن القمة تطرقت إلى أن "تغيير النموذج المالي أمرا لا غنى عنه".
وأشار: "سنتمتع بقدر أكبر من السيادة إذا تعاونا كل يوم بشكل أكبر، سنحظى بقدر أكبر من الحرية والتنمية لشعوبنا إذا فتحنا حدودنا بدون خوف وبعدل، إذا تفهمنا أن التنمية وعدم المساواة في دولة تؤثر على جميع دول المجتمع الدولي".
ومن جانبه أوضح رئيس تشيلي سباستيان بينيرا أن أوروبا وأمريكا اللاتينية يواجهان تحد "لتوفير السلام والنظام والأمن"، وهو الأمر الذي لا يمكن مواجهته بمؤسسات عفا عليها الزمن.
بينما يرى رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية "القيام بما يلزم" كي يلاحظ مجتمع العولمة قوة العلاقات بين الجانبين.
وأضاف رومبي أن القادة المشاركين في هذه القمة يمثلون ثلث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وهو نسبة هامة على صعيد الاقتصاد العالمي.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه حذر هذه الجماعة من عدم التمتع بالمكانة اللائقة بها "إذا لم يقم الجانبان بتعزيز علاقاتهما السياسية، فيجب علينا استغلال الفرص كي نتحول إلى شركاء استراتيجيين حقيقيين في عالم العولمة".
لذا "فيتعين علينا القيام بما يلزم كي ترتفع علاقاتنا إلى مستوى قوتهما في إطار مجموعة جي 20 والكفاح ضد التغير المناخي والإرهاب وتهريب المخدرات ومواجهة التحديات الأمنية الجديدة التي تواجه قواعد مجتمعنا".
واتفق زعماء الجانبين على رفض كافة أشكال الحمائية على الرغم من الأزمة، فيما شدد قادة أمريكا اللاتينية على عدم غلق الباب أمام المهاجرين.
كما صادق قادة المنطقة على خطة عمل، تمثل خارطة الطريق لتنمية الشراكة، إضافة إلى إطلاق مؤسسة (ايرولات)، فضلا عن المصادقة على مساعدات مالية جديدة بقيمة 125 مليون يورو لدعم البنى التحتية في أمريكا اللاتينية.
وفي إطار القمة، اتفق الجانبان على استئناف مفاوضات دول تكتل سوق الجنوب المشترك (ميركوسور)، والذي يضم كلا من الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروجواي، بهدف التوصل إلى اتفاق تجارة حرة، والمتوقفة منذ 2004.(إفي)