تراجع معدل البطالة في بريطانيا خلال الثلاثة أشهر المنتهية في نيسان بوتيرة أفضل من توقعات الأسواق ليضفي مزيدا من التأكيدات بأن الاقتصاد البريطاني يسير بخطى ثابته نحو تحقيق الانتعاش الاقتصادي المنشود , و ذلك في خضم أرتفاع الديون العامة و أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو.
وصل عدد الأفراد العاطلين عن العمل في بريطانيا خلال الربع الأول إلى 2.472 مليون شخص من 2.51 مليون شخص خلال الربع الأول, بعد أن تراجع معدل طلبات الإعانة في شهر أيار مسجلا 4.6% من 4.7% للقراءة السابقة و التوقعات، و أظهر معدل التغير في طلبات الإعانة تراجع عدد الطلبات إلى 30.9 ألف طلب ليأتي بأفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى -20.0 ألف طلب.
لا بد للإشارة بان أعداد البريطانيين المصنفين بأنهم غير فعالين قد ارتفع إلى 8.19 مليون شخص الأعلى منذ 1971 , و يضم هذا التصنيف الأشخاص الذين لا يبحثون عن عمل أو غير قاردين عليه( العاجزين) .
أن أداء سوق العمل في المملكة المتحدة لا يزال ضعيفا, و لكن انخفاض أعداد الأشخاص المتقدمين بطلبات الإعانة سيكون له الأثر الايجابي بمنع معدلات البطالة من الارتفاع, و لكن البطالة في المملكة تبقى أفضل مقارنة مع منطقة اليورو 10.1% , و الولايات المتحدة 9.7% و هي اسوا من اليابان عند 5.1%.
ينصب الاهتمام في الوقت الراهن في الأراضي الملكية على خطة الحكومة بتخفيض الانفاق العام و التي من المقرر أن يضع وزير الخزينة السيد جورج اوزبورن الخطوط العريضة لها خلال الأسبوع القادم و تحديدا في 22 من الشهر الجاري, تتزايد التوقعات بأن يرتفع عدد العاطلين عن العمل في بريطانيا لمستويات 3 مليون بعد الخطة التقشفية المتضمنة تخفيض في أجور العاملين في القطاع العام.
تواجه المملكة ارتفاعا مطردا في الدين العام الذي وصل لمستويات 156 بليون جينة خلال السنة المالية الماضية, و ارتفاع العجز في الميزانية العامة ليصل 11.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2009 , و تعرضت المملكة لتحذيرات من المؤسسات المسؤولة عن التصنيف الائتماني مثل فيتش , و ذلك بضرورة أتخاذ الاجراءت الأزمة لتقليص العجز و إلا بريطانيا صاحبة أفضل تصنيفات للديون ستتعرض لتخفيض كما هو حصل في الوقت الراهن للعديد من الدول الأوروبية على رأسها اليونان فتيل أزمة الديون الأوروبية.
أقرت الحكومة الائتلافية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خطة لتخفيض الانقاق العام بقيمة 6.2 بليون جنيه خلال العام الحالي , هذا التخفيض من المحتمل أن يكون له الاثر السلبي على جميع القطاعات الاقتصادية في البلاد.
من المقرر مساء اليوم أن يتحدث وزير الخزانة جورج أوزبورن يقول اليوم في كلمة له عن الميزانية العامة تتضمن خطط لفرض ضريبة على القطاع المالي و البنوك..........
يتداول زوج الجنيه مقابل الدولار الأمريكي حول مستويات 1.4789 و سجل الزوج الأعلى عند مستويات 1.4820 و الأدنى عند 1.4745 , من الناحية التقنية تمكن زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار من الثبات فوق مستويات المقاومة المنتظر اختراقها بين 1.4770 – 1.4795 مع سلسلة إغلاق شموع الأربع ساعات فوقها وهذا ما يؤكد تفعيل السيناريو الصاعد ، لكن يجب الانتباه إلى تشبع الشراء الظاهر على مؤشرات العزم والذي قد يسبب بعض التذبذب والضغط السلبي على السعر.
عزيزي القارئ, نعم الاقتصاد البريطاني يسير بخطى ثابتة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي المنشود و لكن الطريق محفوفة بالعديد من المخاطر , و الخوف كل الخوف من أن يقع الاقتصاد بركود اقتصادي ذو قاعيين بعد الانجازات الكبيرة التي حققها خلال رحلة الخروج من الركود الاقتصادي.