القاهرة، 16 مارس/آذار (إفي): مع اقتراب موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر، باعتباره أول خطوة تخطوها الدولة العربية في طريقها نحو الديمقراطية، لا تزال العديد من دول العالم تحرص على تأكيد دعمها للقاهرة في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، وتبدي استعدادها للمساعدة بأي شكل من الأشكال.
فبعد الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون للقاهرة خلال اليومين الماضيين، جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الكندي لورانس كانون ليؤكدا دعم بلادهما للثورة المصرية.
وفي هذا السياق، أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية خلال لقاءها بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية عن رغبة واشنطن فى التعاون مع القاهرة ودعم التحول الديمقراطى بها، مع التأكيد على استمرار المساعدات لمصر كشريك استراتيجى فى المنطقة.
وفي الإطار ذاته أعلنت الإدارة الأمريكية عن تقديم حزمة من المساعدات لدعم النمو الاقتصادي في مصر، والتي تتضمن تعزيز المناطق الاستثمارية المؤهلة (الكويز) من خلال زيادة الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة بدون جمارك بهدف تعزيز الشراكة بين البلدين.
وتناول اللقاء بين كلينتون وطنطاوي الذى حضره وزير الخارجية المصري نبيل العربى وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بما يحقق الاستقرار للمنطقة.
وذكر بيان وزعته السفارة الأمريكية بالقاهرة أنه هناك سبعة مناطق للكويز بها 300 منشآة تصدر إلى الأسواق الأمريكية وهناك اتجاه للتوسع فى برنامج الكويز فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأكد البيان، الذي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعمل مع مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكى للموافقة على إنشاء الصندوق المصرى -الأمريكى الذى لا يهدف إلى الربح لدعم استثمارات القطاع الخاص وتعزيز تنافسية السوق وإقامة مشروعات لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة.
وأضاف البيان أن رأس مال هذا الصندوق سيبلغ 60 مليون دولار، مشيرا إلى أن المؤسسة الأمريكية للاستثمار الخاص عبر البحار ستوفر مليارى دولار كدعم مالى لتشجيع استثمارات القطاع الخاص فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتعزيز الشراكات بين الأعمال الأمريكية والعربية لدعم النمو وخلق وظائف من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار البيان إلى أن واشنطن أعلنت التزامها بتقديم 90 مليون دولار مساعدات اقتصادية قصيرة المدى لدعم المشروعات فى مصر بهدف تعزيز النمو الاقتصادى وخلق فرص عمل.
وكانت كلينتون قد قامت صباح اليوم بزيارة لميدان التحرير الذي شهد ثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية.
وصرح مصدر مسئول بالسفارة الأمريكية بالقاهرة بأن كلينتون التقت مع عددا من المواطنين المصريين المارين بالميدان وتجاذبت معهم أطراف الحديث عن الثورة المصرية، مشيرا إلى أنها أعربت عن سعادتها بزيارة الميدان.
ومن جانبه، أكد لورانس كانون وزير خارجية كندا أن بلاده على استعداد لمساعدة مصر فى بناء مستقبل أكثر إشراقا لشعبها بعد نجاح ثورة 25 يناير.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن كانون فى تصريح اليوم في بداية زيارته للقاهرة قوله إن كندا تشجع كل الأحزاب المصرية على المضي قدما في عملية الإصلاح الديمقراطي بسلام، مشيرا إلى أن هذه العملية تتضمن إجراء انتخابات حرة وعادلة تنتج حكومة جديدة تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون. (إفي)