واشنطن، 29 أبريل/نيسان (إفي): أشادت مجلة "ساينس" العلمية المتخصصة اليوم بالتقدم الملحوظ الذي حققته كوبا في مجال الصحة، بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الحظر الأمريكي المفروض على الجزيرة الكوبية، وأثره على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وتؤكد المطبوعة الأمريكية المتخصصة أن التقدم الذي حققته كوبا في مجال الصحة يفوق بكثير كل ما حققته دول أمريكا اللاتينية مجتمعة، ويصل إلى مستوى الدول الصناعية الكبرى.
وتشير المجلة في تحقيق منشور بقسم "المنتدى السياسي" أنه كان يتعين على الولايات المتحدة عند إعداد قانون إصلاح القطاع الصحي، الاستفادة من التجربة الكوبية في هذا المجال، تحديدا فيما يتعلق بإنجاز هافانا في قطاع التأمين الصحي.
جدير بالذكر أن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على كوبا منذ أكثر من نصف قرن، يوصف بأنه الأكثر تعقيدا، والأكثر قسوة والأطول في التاريخ الحديث، وتبررها واشنطن، بالضغط على كوبا للعودة إلى الديمقراطية، والتخلي عن النظام الشيوعي الذي جلبته ثورة كاسترو.
وبالرغم من ذلك أبرز تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي في 2009 أن الحظر المفروض على البلد الكاريبي من طرف واحد لم يحقق أغراضه المرجوة، فضلا عن تغير مواقف الكثير من دول العالم والشركات ورجال الأعمال في جميع أنحاء العالم من تأييد الحظر إلى التعاطف مع هافانا، بما في ذلك شركات ورجال أعمال أمريكيين.
ويبرز التحقيق الذي أعده كل من البروفيسور بول دارين، ومساعدته ميشيل باري، بكلية الطب بجامعة ستانفورد (كاليفورنيا) أن الحظر تسبب في خسائر اقتصادية ومالية كبيرة بالنسبة للنظام الكوبي، فضلا عن قدرة هافانا على الحصول على المستحضرات الطبية والدوائية ومكوناتها من شركات الدواء العالمية.
إلا أن هذا الموقف العصيب يبدو أنه قد افاد كوبا كي تعتمد على سبل أخرى لتحسين قطاع الصحة لديها، وبالتالي أصبح لديها أفضل نظام صحي في كل أمريكا اللاتينية.
وفيما يختص بالرعاية الأولية والطب الوقائي، فإن كوبا حققت إنجازا رائعا، بموارد محدود، بحسب ما أكده لوكالة (إفي) البروفيسور دارين، موضحا أن كوبا بها أعلى متوسط أعمال في القارة (78.6 عاما)، فضلا عن أعلى معدل أطباء بالنسبة لتعداد السكان (59 طبيبا لكل 10 آلاف نسمة).
ويتابع كوبا بها أقل نسبة وفيات بين الأطفال، كما أن معدل إنفاق الحكومة على الصحة يعتبر أيضا الأعلى، (355 دولار للفرد سنويا) وهو ما يعني 7.1% من إجمالي الناتج المحلي، في المقابل تنفق الولايات المتحدة 6.714 دولار للفرد سنويا ما يعادل (15.3% من إجمالي الناتج المحلي).
كما تتمتع كوبا بأفضل نظام صحة وقائية في العالم، نظرا لتضمين برامج الصحة الوقائية في المناهج التعليمية منذ الصغر. علاوة على ذلك تحظى كوبا بأوسع شبكة عيادات علاجية متنوعة، وحرص الشعب على عدم الاعتماد على العلاج بالعقاقير مع استخدام مستخلصات طبيعية، على عكس ما يجري في الولايات المتحدة، التي شهدت في الآونة الأخيرة حالة من التبعية تصل لحد الهوس للاعتماد على العقاقير الطبية. (إفي)