أقوى صفقة للعام: انتهز خصم يصل لـ 60% على InvestingProاحصل على الخصم

تحليل-القوات الأفغانية تعاني الفوضى والفساد وسوء الإدارة .. وطالبان تتقدم

تم النشر 25/12/2015, 20:06
© Reuters. تحليل-القوات الأفغانية تعاني الفوضى والفساد وسوء الإدارة .. وطالبان تتقدم

من حامد شاليزي

كابول (رويترز) - كان عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في المعارك في إقليم هلمند أكبر من أي إقليم آخر في أفغانستان، ولكن بعد مرور أكثر قليلا من عام على رحيل قوات حلف شمال الأطلسي تبدو المنطقة عرضة لمخاطر اجتياحها من قِبَل مقاتلي حركة طالبان بسبب الفوضى والفساد وسوء الإدارة في القوات الأفغانية.

وسانجين هي أحدث مقاطعة في إقليم هلمند تسقط في أيدي طالبان موجهةً ضربة شديدة للآمال في أن تتمكن قوات الأمن الأفغانية من مواصلة القتال وحدها بعد رحيل القوات الدولية العام الماضي.

سروار جان هو قائد كتيبة شرطة شاركت على نطاق واسع في العمليات في سانجين ومرجة -وهي مقاطعة أخرى سقطت في معظمها في أيدي طالبان- وينتقد بشدة وحدات الجيش الأفغاني التي يقول إنها تركت رجاله الأقل تجهيزا وعتادا ليقاتلوا بمفردهم.

وقال "نحن نستنجد بهم لإرسال تعزيزات حينما يقع هجوم لكنهم لا يجيبون. ولسان حال قواتنا: إذا كانوا لا يتعاونون فلماذا نساعدهم."

وتبدو الصورة مكررة بعد الكارثة التي شهدتها مدينة قندوز الشمالية حينما طرد مقاتلو طالبان في سبتمبر أيلول الماضي قوات الأمن التي تفتقر إلى الروح المعنوية والتنظيم واستولوا على المدينة قبل أن ينسحبوا منها بعد ذلك بأسبوعين.فقد تُرِكَت الوحدات في هلمند لتقاتل على مدى شهور بإمدادات وتعزيزات غير كافية. وأدَّى الفساد إلى تبديد الإمدادات وتعاني بعض الوحدات من نقص أعداد القوات بسبب ما يعرف بظاهرة "الجنود الوهميين" وهم الجنود الذين ينشقون ولا يتم الإبلاغ عنهم حتى يستطيع كبار الموظفين قبض رواتبهم.

وقال عطا الله أفغان وهو عضو في مجلس إقليم هلمند "في كتيبة واحدة العدد الرسمي للأفراد 400 ولكن العدد الفعلي 150 . وهناك نقص في أنشطة المخابرات وافتقار للتنسيق ويتفشى الفساد في صورة بيع الوقود والجنود الوهميين وغيره الكثير."وهلمند معقل منذ وقت طويل لحركة طالبان ومصدر معظم عائداتها من تجارة الأفيون التي تساعد على تمويل الحركة وكان من الصعب دائما السيطرة على الإقليم.

وتقول شكيبة هاشمي النائبة في البرلمان عن قندهار وعضو اللجنة الأمنية البرلمانية إن شبكة من المصالح المتنافسة والتدخل السياسي جعلت من المستحيل السيطرة على الوضع.

وقالت "على سبيل المثال رئيس الشرطة تم تعيينه بإيعاز من شخصية قوية وحاكم الإقليم عينته شخصية أخرى وقائد الجيش عينه شخص آخر. لا يوجد تنسيق وإدارة سليمة أو هيكل تنظيمي في صفوف الجيش. فلا تعرف من المسؤول وحينما تسوء الأمور يلقون اللوم بعضهم على بعض."

وتركت حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها الرئيس أشرف عبد الغني مناصب رئيسية شاغرة وسمحت لسياسيين محليين بتحديد من يشغلون المناصب الأمنية.

وقال وزير في الحكومة طلب ألا ينشر اسمه "إذا لم تلب مطالبهم في تعيين أحد في الشرطة أو الجيش في هذا الإقليم أو ذاك فإنهم يخلقون مشكلات للوزراء المعنيين."

المسؤولية

حينما انسحبت قوات حلف الأطلسي من هلمند في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي زادت الآمال في أن القوات الأفغانية التي انتقلت إلى قاعدتين كبيرتين خلفهما الجنود الأمريكيون والبريطانيون ستتمكن من التغلب وحدها على طالبان، ولكن بدلا من ذلك أظهرت المكاسب التي حققها المتشددون أن هناك الكثير الذي يجب عمله.

ومع أن مسؤولي حلف الأطلسي يشيدون بشجاعة الجنود الأفغان وقوة تحملهم فإن تقريرا لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى الكونجرس الأسبوع الماضي أبرز مواطن النقص والقصور العامة في القوات وقال التقرير إنه توجد مشكلات خطيرة تتعلق بالقيادة.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن وحدات الجيش تنتشر بشكل متباعد وتميل إلى الانتظار في مواقعها بدلا من نقل المعركة إلى أراضي طالبان تاركة زمام المبادرة كاملا في أيدي المتشددين.

ويقر القائم بأعمال وزير الدفاع معصوم ستانيكزاي بان القتال في هلمند كان "صعبا" لكنه يقول إن المشكلات التي ظهرت على السطح كانت نتيجة طبيعية لتسليم مهام الأمن للقوات المحلية التي لا تزال تحتاج إلى التطوير.

وقال في مؤتمر صحفي في كابول هذا الأسبوع إنه "في عام 2014 وفي تسرُّع وعجلة كان الجميع يقولون يجب أن نضطلع بالمسؤولية. ولكن في عام واحد فحسب تولينا المسؤولية."

وبدافع القلق من المكاسب التي حققتها طالبان أرسلت بريطانيا أفرادا إضافيين إلى البعثة الاستشارية التابعة لحلف الأطلسي في هلمند في محاولة لمساعدة القوات المحلية التي تواجه متاعب. وأكد مسؤولون تقارير تفيد بأن قوات خاصة مازالت موجودة لكنهم يصرون على أن البعثة هناك لتقديم المشورة ولن تشارك في عمليات قتالية. ولكن تم هذا الأسبوع تنفيذ غارتين جويتين اثنتين على الأقل.

وكان القادة الأفغان طالبوا مرارا بمزيد من طائرات الهليكوبتر وبدعم جوي عن قرب ومعلومات مخابرات من طائرات الاستطلاع وهي موارد في ساحة القتال يشار إليها في التعبيرات العسكرية "بأدوات التمكين".

وقال محمد رسول زازاي المتحدث باسم الفيلق 215 ومقره هلمند "التنسيق بين القوات هنا تحسن لكن جمع معلومات المخابرات ما زال ضعيفا."

© Reuters. تحليل-القوات الأفغانية تعاني الفوضى والفساد وسوء الإدارة .. وطالبان تتقدم

وأضاف أن قوات حلف شمال الأطلسي كانت تعمل مستعينة بنحو 60 منطاد استطلاع في سانجين وهو ما يساعدها على تتبع تحركات مجموعات المتشددين. وعلى النقيض من ذلك القوات الأفغانية لديها الآن منطاد استطلاع واحد في الإقليم كله على الرغم من طلبات المساعدة. وقال "طلبنا ما زال قائما انتظارا لتلبيته."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.