شنغهاي(الصين)، 16 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم في شنغهاي على أهمية تقارب الصين والولايات المتحدة، مشددا أن بلاده ترغب في أن تتمتع الدولتان بعلاقة صداقة، بدلا من "الخصومة"، في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة احترام بكين للحقوق الإنسانية "العالمية".
وأكد أوباما في لقاء مع عدد من طلاب الجامعات في العاصمة المالية للبلد الأسيوي، على رسالته التي طالما كررها خلال جولته الأسيويه ومفادها أنه "لا ينبغي أن تكون الصين والولايات المتحدة خصمان"، ولكن لابد من التعاون بين البلدين في حل المشكلات العالمية كالحد من الإنتشار النووي ومواجهة التغير المناخي، من أجل تحقيق "السلام والرخاء في العالم".
ومثلما جاء في خطابه السبت الماضي خلال زيارته إلى طوكيو، والذي إستعرض فيه العلاقات بين بلاده والشرق الأقصى، شدد الرئيس الأمريكي على أن واشتطن لا تسعى إلى "إحتواء" الصعود الصيني، بل على النقيض، أعرب عن ترحيبه بوجود جمهورية شعبية "قوية ومزدهرة".
وفي الوقت الذي أطلق فيه نداء للتعاون بين البلدين، إستغل أوباما الفرصة لإقناع الصين، ولكن بطريقة غير مباشرة، باحترام حقوق الإنسان.
وخلال لقائه مع عدد من شباب الجامعات في متحف العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة المالية للعملاق الأسيوي، أكد الرئيس الأمريكي ان حرية التعبير والمشاركة هي قيم عالمية، قائلا "نحن لا نسعى لفرض هذه القيم، ولكننا لا نعتقد أنها تخص بلدا واحدا بعينه، فهي حقوق عالمية".
وشدد على أن "حرية التعبير والدين والحصول على المعلومات والمشاركةالسياسية حقوق عالمية يجب تطبيقها بين كافة الشعوب، بما في ذلك الاقليات العرقية والدينية، سواء في الولايات المتحدة أو الصين أو أي بلد آخر".
ويشير محللون إلى أن الوسيلة التي اختارها الرئيس الأمريكي لتوضيح فكرته من خلال لقائه مع الطلبه الذين طرح بعضهم عليه أسئلتهم الخاصة عبر شبكة الانترنت، جاءت للتأكيد على حرية التعبير والإعلام، ولكن البيت الأبيض وجد أن هذا الهدف سهل التطبيق نظريا أكثر منه عمليا، حيث تم بث اللقاء عبر التلفزيون المحلي في شنغهاي فقط.
وطغت قضية الحريات على اللقاء بين أوباما وشباب الجامعات، ووجه إليه أحدهم سؤالا حول إستخدام الإنترنت، ورد أوباما قائلا "إنني مناصر جدا لعدم وجود رقابة".
وكانت إجابة الرئيس الأمريكي تحمل في مضمونها مغزى، حيث يتواجد في الصين أكبر عدد من المستخدمين للشبكة العنكبوتية، رغم سيطرة الحكومة الشديدة على شبكة الإنترنت، ومراقبة محتوى المواقع المتاحة في أراضيها، فضلا عن فرض حظر على الصفحات التي تبدو غير مناسبة لها.
ودافع أوباما عن إستخدام الإنترنت بدون رقابة، قائلا إنه "مصدر قوة"، مشيرا إلى أن حرية التعبير التي يسهلها، بما في ذلك الإنتقادات الموجهة لحكومته، جعلته يأخذ في اعتباره آراء أخرى.
وحول سؤال شائك يتعلق بتايوان، أجاب أنه لايفكر في تغيير السياسة الأمريكية حيال مبدأ "صين واحدة"، معربا في الوقت ذاته عن رضاه تجاه تحسن الحوار بين تايبيه وبكين.
ومن المقرر أن يعقد أوباما مساء اليوم إجتماعا تمهيديا مع نظيره الصيني هو جينتاو قبيل عقد الإجتماع الثنائي المقرر بينهما في الغد.
وبالإضافة إلى لقاء أوباما برئيس الوزراء ون جيا باو، يعتزم الرئيس الأمريكي زيارة المدينة المحظورة وسور الصين العظيم قبل أن يتوجه الأربعاء إلى كوريا الجنوبية، التي ستكون محطته الاخيرة في جولته الأسيوية التي زار خلالها اليابان وسنغافورة أيضا.(إفي)