سنبدأ بالأحداث بناءا على تسلسلها الزمني، في البداية من المتوقع اليوم أن تبقى القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو ثابتة خلال الربع الأول دون تسجيل أي نمو عند القراءة الصفرية و لكن الخوف من أن يتم التعديل السلبي لهذه البيانات عاكسا لحقيقة الوضع الاقتصادي في المنطقة وسط انكماش اداء القطاعات الاقتصادية و انهيار مستويات الثقة في الأسواق وسط تفاقم أزمة الديون السيادية التي شلت عصب الحياة.
ثم أننا على موعد مع قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي الذي من المتوقع أن يُبقي البنك على سياسته النقدية ثابتة بمعدلات فائدة عند 1.0%، على الرغم من جميع المطالبات المحلية و الدولية بالإضافة للتكهنات التي تحث البنك المركزي الأوروبي على التدخل بشكل أكبر في مسيرة محاربة أزمة الديون.
سيبقى الاهتمام الأكبر اليوم على المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ البنك السيد ماريو دراغي، إذ من المقرر أن يقدم البنك توقعاته بالنسبة للنمو و التضخم في منطقة اليورو للفترة القادمة و التي تعتبر التوقعات الثانية لهذا العام، و تدور التكهنات حالياً إلى أن البنك قد يقوم بتخفيض تلك التوقعات بالنسبة للنمو نظراً لاستمرار تفاقم أزمة الديون السيادية خاصة و أن القروض الرخيصة التي قدمها البنك لم يكن لها ذلك الأثر ايجابي المنشود على القطاع المصرفي.
من المنتظر اليوم أن يتطرق دراغي للتعليق على الأزمة الاسبانية و خاصة القطاع المصرفي الذي يواجه العديد من الصعاب و الأزمات خاصة مع التوقعات الرائجة في الأسواق بأن البلاد قد تلجأ بالنهاية لطلب المساعدة الخارجية في سبيل النجاة من أزمة الديون التي سبب الضعف و الهشاشة في أداء القطاع المصرفي.
يرى العديد من المشاركين في الأسواق بان لا بد للبنك المركزي أيضا من التعليق على قضية السندات الأوروبية المشتركة، بالإضافة للاقتراح المقدم من المفوضية الاوروبية باستخدام صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الدائم حيث يلقى هاتين القضيتين رفضا كبيرا من ألمانيا التي ترى بان الحل الأمثل للأزمة بالتزام الدول الأوروبية المتعثرة بالسياسات التقشفية الصارمة لتخفيض ديونها العامة.
عزيزي القارئ، سيبقى السؤال الأكثر إلحاحا اليوم هل سيقدم البنك المركزي أي خطة تيسيريه لدعم قطاع البنوك الأوروبية، أم أنه سوف يقف مكتوف الأيدي يتابع عن كثب التطورات الاقتصادية لمجابهة شبح الأزمة الذي لم يعد يُخيف اقتصاديات المنطقة فقط، بل أنه أصبح مرعباً أيضاً للاقتصاديات العالمية على رأسها الولايات المتحدة و الصين.