القاهرة، 24 يناير/كانون ثان (إفي): عرضت قناة "الجزيرة" القطرية مساء اليوم الاثنين دفعة جديدة من الوثائق السرية التي حصلت عليها تكشف أن مفاوضي السلطة الفلسطينية قدموا تنازلات جوهرية بشأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو حق ظل لعقود أحد الثوابت الوطنية لحركة التحرر الفلسطينية.
وعرضت "الجزيرة" على موقعها الالكتروني مذكرة داخلية لمفاوضي السلطة مؤرخة في 24 يوليو/تموز 2008 ، تقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "قدم عرضا متدنيا جدا لعدد اللاجئين العائدين إلى أراضي عام 1948 (عام النكبة) بعد مضي أسابيع قليلة على بداية العملية" التفاوضية.
ويبدو أن المذكرة كانت تشير إلى ورقة قدمها عباس إلى الطرف الإسرائيلي عام 2007 تؤكد أن "الجانب الفلسطيني مستعد للتنازل عن عودة ملايين اللاجئين والاكتفاء بعودة عشرة آلاف لاجئ سنويا لمدة عشر سنوات (أي بما مجموعه مائة ألف لاجئ)، مع إمكانية تجديد هذه الاتفاقية بموافقة الطرفين".
وأشارت القناة أن هذا التنازل "الكبير" رفضته إسرائيل.
وبحسب العرض المقدم من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إلى عباس في 31 أغسطس/آب 2008 فإن "إسرائيل ستسمح بعودة ألف لاجئ سنويا لمدة خمسة أعوام، وذلك لدواع إنسانية".
وفي اجتماع بتاريخ 15 يناير/كانون ثان 2010 مع ديفد هيل نائب المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن "ما في تلك الورقة يمنحهم أكبر أورشاليم (القدس بالتعبير اليهودي) في التاريخ اليهودي. يعود عدد رمزي من اللاجئين، ودولة منزوعة السلاح.. ماذا يمكنني أن أعطي أكثر؟".
وفيما يتعلق برؤية المفاوض الفلسطيني لكيفية حل أزمة اللاجئين، تظهر الوثائق أن تصور السلطة لا يقوم على عودتهم إلى أراضي 48 ، وهو ما عبر عنه عريقات في اجتماع مع الإسرائيليين في 8 أبريل/نيسان 2008 ، حيث قال: "لقد ذكرت سابقا أن إقامة الدولة الفلسطينية تشكل إجابة لقضية خمسة ملايين لاجئ فلسطيني. وهذا الأمر يعني أنه يجب عليكم ألا تقلصوا حجم هذه الدولة".
ووفقا للوثائق، أكد عريقات خلال اجتماع بتاريخ 23 مارس/آذار 2007 مع وزير الخارجية البلجيكي آنذاك كاريل دي غوشت أن السلطة "لن تفرط في اللاجئين قبل مفاوضات الوضع النهائي"، ويشير في نفس الاجتماع إلى أن فلسطينيي الشتات "لن يدلوا بأصواتهم" (بشأن أي اتفاق نهائي مع إسرائيل).
وقال "ذلك لن يحدث، فالاستفتاء سيكون للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. ولن نستطيع إجراءه في لبنان، كما لن نستطيع إجراءه في الأردن".
في المقابل تشير الوثائق إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني قالت أثناء اجتماع مع رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع بتاريخ 22 يناير/كانون ثان 2008: "لا أريد أن أخدع أحدا. لن يكون هناك أي مسئول إسرائيلي سواء من الكنيست أو من الحكومة أو حتى من العامة يؤيد عودة اللاجئين إلى إسرائيل. هناك العديد من الشعوب حول العالم مستعدون للمساهمة في قضية اللاجئين".(إفي)