فيينا، 9 أبريل/نيسان (إفي): واصلت اسعار النفط ارتفاعها للاسبوع الرابع ووصلت الجمعة لاقصى معدلاتها منذ اغسطس/آب من عام 2008 بسبب المواجهات المسلحة في ليبيا والتوتر السياسي في الشرق الاوسط.
ولا تزال ليبيا، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تشهد مواجهات مسلحة بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
وذكر محللو مؤسسة "كي بي سي انرجي ايكونوميكس" البريطانية ان الأسعار لم تنخفض رغم قرارات السعودية والامارات والكويت برفع انتاجهم لتعويض الخسارة في الصادرات الليبية.
ولم يقلل ارتفاع معدلات الفائدة في منطقة اليورو المحتمل ان يؤثر على استهلاك الطاقة، من المخاوف من عواقب نقص الوقود بسبب موجة الاحتجاجات الشعبية في الشرق الاوسط.
وكذلك فقد امتد التوتر الجيوسياسي إلى دولة هامة اخرى منتجة للنفط وهي نيجيريا حيث وقع الجمعة هجوم اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص عشية انعقاد الانتخابات التشريعية.
وتسبب ارتفاع قيمة اليورو امام "العملة الخضراء" الذي بلغ الجمعة 1.44 دولار، أيضا في رفع اسعار "الذهب الاسود" الذي بلغ الجمعة في نيويورك 112.79 دولار، عقب ارتفاعه بنسبة 4.5% مقارنة بالاسبوع السابق.
واختتم سعر خام برنت الاوروبي جلسة الجمعة عند 126.65 دولار، في اقصى معدل منذ اغسطس/آب من عام 2008 بعد تسجيل زيادة اسبوعية لاكثر من 6%.
وشهد الربع الاول من العام الجاري ارتفاعا قياسيا في اسعار انواع النفط الرئيسية بين 16% و23% ويشير بعض المحللين إلى امكانية بلوغ متوسط الاسعار لعام 2011 قيمة اعلى 25% من متوسط قيمة الخام في عام 2008 عندما بلغ النفط اقصى معدل تاريخي بقيمة 147 دولار قبل التراجع بسبب افلاس بنك ليمان براذرز الامريكي للاستثمارات.
واطلق صندوق النقد الدولي مؤخرا رسالة تفيد بانه يتعين على العالم الاستعداد لمرحلة من نقص النفط وبيعه باسعار مرتفعة دون استبعاد العودة إلى الرقم القياسي المسجل في عام 2008.
وحذر صندوق النقد من انه في حال زيادة حدة التوترات سواء بسبب زيادة الطلب أو تغيرات بشأن العرض فانه يمكن ان تحدث ارتفاعات اضافية في الاسعار مثلما حدث في عامي 2007 و2008.
وتكمن المسألة في انه بوضع اقتصادي هش في معظم الدول الصناعية، فان اسعار النفط المرتفعة يمكن ان تمثل صفعة قوية للتعافي.
ويرى محللو مؤسسة "جي بي سي" الاستشارية للطاقة بفيينا ان سياسة اسعار الفائدة المنخفضة للاقتصادات الرئيسية تجعل مبالغ كبيرة جدا من رأس المال تتجه إلى المواد الخام التي تعد ملاذا ازاء الشكوك الاقتصادية الحالية.
وذكر المحللون "هذا يؤدي ليس فقط إلى ارتفاع الاسعار إلى اقصاها في الوقود والاغذية ولكن أيضا يرفع بشكل كبير تكاليف مواد خام اخرى مما يهدد بشكل واضح الوضع الاقتصادي".
وتكمن القضية في ان سواء لاسباب جيوسياسية أو خاصة بالمضاربات أو كليهما معا فان موجة ارتفاع اسعار الخام الحالية لا يوجد مؤشرات على نهايتها.
وازاء هذا الوضع، فقد أوضح بعض المسئولين السياسيين مثل وزير الطاقة الامريكي ستيفين تشو مؤخرا ان الاسعار الحالية تمثل "مصدر قلق شديد".
ومن جانبه، اكد الرئيس الحالي لمنظمة أوبك وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي انه لن يدعو لعقد اجتماع طارئ للمنظمة قبل الاجتماع المقرر في يونيو/حزيران القادم.(إفي)