بوجوتا، 22 أكتوبر/تشرين أول (إفي): عاود المجتمع الدولي ضغطه على حكومة الأمر الواقع في هندوراس إزاء وضع السفارة البرازيلية في عاصمة هندوراس تيجوثيجالبا، التى يقيم فيها منذ شهر الرئيس الهندوري المخلوع مانويل ثيلايا، بينما لا يزال الحوار معلقا في ظل إصرار الرئيس المعين روبرتو ميشيليتي على شرعية حكومته.
وأعرب الامين العام لمنظمة الدول الأمريكية خوسيه ميجل إنسولثا، الأربعاء، عن أسفه إزاء "ركود" عملية الحوار في هندوراس الذى أرجع، جزءا منها، إلى "المضايقات" التى تتعرض لها بعثة السفارة البرازيلية في تيجوثيجالبا حيث يقيم الرئيس المخلوع منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي. وأوضح أن "إحاطة رجال الشرطة وقوات الأمن بالسفارة مما يبعد احتمالية التوصل إلى اتفاق".
وقد توقفت المحادثات منذ يوم الجمعة الماضي بسبب عدم توصل لجنتي المفاوضات الممثلتين لكل من ثيلايا وميشيليتي إلى اتفاق بشأن نقطة عودة الرئيس المخلوع إلى السلطة.
وأعرب إنسولثا عن "تشاؤمه" حيال الموقف الذى تشهده هندوراس مشيرا إلى أن "لا أحد من الطرفين يرغب في ترك الحوار". واضاف أنه "يجب بذل الجهد من أجل تقدم عملية الحوار الراكدة".
وأرجع التشيلي إنسولثا الموقف الحالي إلى محاولة حكومة الأمر الواقع للرئيس ميشيليتي التوصل إلى اتفاق بشأن صلاحية الاحداث التى وقعت في 28 يونيو/حزيران الماضي عندما طرد ثيلايا من البلاد على أيدي العسكريين ليعين البرلمان روبرتو ميشيليتي رئيسا للبلاد خلفا له.
ووصف السفير البرازيلي لدى منظمة الأمم المتحدة روي دى ليما ما تتلقاه بعثة بلاده الدبلوماسية من قبل سلطات هندوراس بأنه "تعذيب نفسي" وهجوم "غير إنساني" مشيرا إلى تسليط كشافات أضواء قوية إلى نوافذ السفارة لمنع المقيمين بها من النوم فضلا عن الضوضاء التى يتسبب فيها رجال الشرطة وتأخير دخول الأطعمة إلى السفارة.
وطالبت منظمة الدول الأمريكية، في بيان لها وافق عليه مجلسها الدائم بالإجماع، حكومة ميشيليتي "بالوقف الفوري" لهذا الأعمال وسحب "كافة قواتها" من محيط مقر السفارة.
كما أعلنت الولايات المتحدة إلغاء المزيد من تأشيرات السفر "لأعضاء من حكومة الأمر الواقع في هندوراس أو مواليين لها" . ورغم ذلك، قال مستشار الشئون الدولية للرئاسة البرازيلية ماركو أوريليو جارثيا إن الولايات المتحدة "يجب عليها أن تضغط بشكل أكبر" على حكومة ميشيليتي وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بممارسة "ضغط أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي".
وفي المقابل ، تصر حكومة ميشيليتي على موقفها في بادىء الأمر بأن ما جاء ليس الانقلاب على الدولة إنما خلافة دستورية لتعاود طلب اعتراف المجتمع الدولي بها.
وقال وزير خارجية حكومة الأمر الواقع كارلوس لوبيث، في رسالة بعث بها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، إن إدعاء عودة الرئيس المخلوع إلى الحكم "تخالف القانون المحلي والقانون الدولي".
وطالب الوزير منظمة الأمم المتحدة بإنهاء "الإجراءات التميزية" ضد بلاده وعدم اعترافها بممثلي الرئيس المخلوع. وبدورها انتقدت لجنة الحوار الممثلة للرئيس ميشيلتي تصريحات إنسولثا واصفة إياها بأنها "تدخل غير ملائم" في عملية الحوار.
ومن جانب آخر، اجتمع أعضاء من المحكمة الانتخابية العليا في واشنطن مع زعماء جمهوريين من مجلس النواب الأمريكي في إطار مساعي "للدفاع عن العملية الانتخابية" للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 29 نوفمبر/تشرين ثان بهندوراس.
يشار إلى أن المجتمع الدولي أوضح أنه لن يقبل بنتائج هذه الانتخابات إذا لم يتم اعادة ثيلايا إلى السلطة. ومع ذلك، أكد الزعيمان الجمهوريان لينكولن دياث بلارت و روس ليتينن أن الانتخابات هى الحل الوحيد لهذه الأزمة.(إفي)خ ظ /م ع