مواجهات عنيفة في طهران ليلة عاشوراء

طهران، 26 ديسمبر/كانون أول (إفي): شهدت العاصمة الإيرانية طهران السبت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ضد الحكومة قبل الاحتفال غدا بيوم "عاشوراء" بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين، ثالث الأئمة الكبار لدى الشيعة.



ونشبت المواجهات في مناطق متعددة بوسط طهران، وكذلك في حي جمران بشمال طهران عندما قامت قوات البسيج بمنع خطبة للرئيس السابق محمد خاتمي بمناسبة الاحتفال بذكرى مقتل الامام الحسين بالقرب من منزل مؤسس الجمهورية الإسلامية اية الله الخميني.



ويستغل انصار "الحركة الخضراء" التي يرأسها المرشح الإصلاحي وزعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي والمعارض مهدي كروبي، أية مناسبة من أجل التعبير عن احتجاجهما على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي انتهت بفوز الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، حيث يعتبرون أنها "مزورة".



واقتحمت قوات الشرطة الإيرانية مقر وكالة (إسنا) الطلابية للأنباء وضربت بالهروات والسلاسل الأشخاص الذين كانوا قد لجأوا للاحتماء داخله من المواجهات.



وذكرت حركة "الدرب الأخضر" الإصلاحية في موقعها على شبكة الإنترنت أن الشرطة الإيرانية والمتظاهرين اشتبكوا اليوم في مواجهات ضارية بطهران قبل الاحتفال بيوم "عاشوراء".



ووصفت الحركة التعبئة الأمنية بأنها "مشددة للغاية" حيث قامت قوات الحرس الثوري وميليشيات البسيج بإطلاق غازات مسيلة للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يشاركون في المسيرات.



وأضافت الحركة أن كافة مراكز الطوارئ الطبية في طهران أعلنت حالة التأهب لتقدم الرعاية للجرحى.



ومن المقرر أن تقوم المعارضة الإيرانية المعروفة باسم "الحركة الخضراء" بزعامة الإصلاحي مير حسين موسوي، بتنظيم مظاهرة عامة خلال احتفالات الغد احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.



ومن جانبها، حذرت الحكومة الإيرانية من التدبير لأية مواجهات غدا مؤكدة أن "عاشوراء مناسبة ذات طابع ديني، وليس سياسيا".



وطالب علماء الدين الإيرانيين خطباء المساجد بأن يتجنبوا الحديث عن السياسة في خطبهم.



ومن المتوقع أيضا أن يحيي "الخضر" غدا ذكرى مرور أسبوع على وفاة المرجع الشيعي الإيراني آية الله حسين على منتظري.



ويحتفل الإيرانيون غدا بيوم "عاشوراء" في ظل الأزمة السياسية القائمة على خلفية نتيجة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل والتي أجريت يوم 12 يونيو/حزيران الماضي.



وفي العاشر من شهر محرم، أول شهور العام الهجري، يعتاد الكثير من الإيرانيين ارتداء السواد والمشاركة في مواكب يبكون خلالها استشهاد الإمام الحسين، ابن الإمام علي وحفيد نبي الإسلام محمد.



وعلى الرغم من ذلك، قد تتحول مواكب الحداد الديني إلى مسرح لمظاهرات واحتجاجات سياسية تنظمها المعارضة التي تتهم نظام طهران بأنه تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية ليفرض على الشعب مرشحه، الرئيس محمود أحمدي نجاد، على حد وصفهم.



يذكر أن إيران تعاني من أزمة سياسية واجتماعية منذ الاعلان عن فوز أحمدي نجاد بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية، وهو ما أدى إلى خروج آلاف المعارضين للتنديد بنتائج تلك الانتخابات. (إفي)