الخرطوم، 13 فبراير/شباط (إفي): انطلقت اليوم السبت الحملة الدعائية للمرشحين في الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمحلية في السودان، بعد 24 عاما من آخر انتخابات تعددية تجري في البلاد، وستستمر حتى التاسع من أبريل/نيسان القادم.
ويخوض سباق الانتخابات الرئاسية 12 مرشحا من بينهم الرئيس عمر حسن البشير عن حزب المؤتمر الحاكم إلى جانب رئيس حزب الأمة رئيس مجلس الوزراء السابق الصادق المهدي، وياسر عرمان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعبد الله دينق نيال عن حزب المؤتمر الشعبي.
وأعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن الرئيس البشير سيبدأ حملته وحملة حزبه الانتخابية مساء اليوم السبت عبر احتفال كبير يقام في معلب فريق الهلال لكرة القدم.
وكان البشير قد تعهد في التاسع من الشهر الجاري للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر خلال لقائه معه بالخرطوم "بضمان عدم وجود أي معوقات حيال انطلاق الحملات الانتخابية".
ويتنافس في الانتخابات التي تستمر حملتها 56 يوما أكثر من 14 ألف مرشح يمثلون 66 حزبا، إضافة إلى 12 متنافسا على الرئاسة، وتشمل الانتخابات "الرئاسة، ورئاسة حكومة إقليم جنوب السودان، وحكام الولايات (25 ولاية)، والبرلمان القومي وبرلمان اقليم الجنوب وبرلمانات الولايات".
يذكر أن الصادق المهدي أكد في يناير/كانون ثان، عقب ترشحه، أن إجراء الانتخابات سيكون في ظروف شاذة، وفي ظل قبضة شمولية، ومرشح الحزب الحاكم ملاحق دوليا، ومرشح الحركة الشعبية ملاحق بظلال الانفصال، وحركات دارفور خارج هذا المضمار، وحالة الطواريء في دارفور تفسد العملية الانتخابية".
وتساءل "فما فائدة انتخابات تجرى في هذه الظروف؟"، لكنه عاد وأشار إلى أن "مقاطعة الانتخابات مع ظهور بعض السلبيات في هذه المرحلة لا يخدم المصلحة الوطنية".
وأضاف المهدي أنه في حال فوزه بالرئاسة فإنه سيبقي على سبعة من منجزات نظام حكم البشير تشمل "النظام الجمهوري الرئاسي، والنظام الفيدرالي، وإقرار أن للإسلام دورا في الحياة العامة، واستغلال النفط والسدود، والجسور، واتفاق السلام".
واشتركت جميع الأحزاب السودانية الكبيرة في هذه الانتخابات باعتبار أنها مراقبة دوليا، أما الحزب الحاكم فقد تمسك أنصاره بالبشير الذي يرون في إهانته للمحكمة الجنائية الدولية زيادة لشعبيته، على عكس ما يراه آخرون.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في السودان ضوابط الحملة، والتي شملت توزيع الفرص للمرشحين في وسائل الإعلام الرسمية من إذاعات قومية وموالية، إلى قنوات فضائية ووكالة الأنباء الرسمية، وتعهدت بإتاحة الفرص لكل الأحزاب للترويج لبرامجها الانتخابية "بعدالة".
وحددت الإذاعة والتلفزيون الرسميتان فترات لعرض برامج الأحزاب والمرشحين، وخصصتا لمرشحي رئاسة الجمهورية وحكومة الجنوب 20 دقيقة لكل مرشح، وعشر دقائق لكل حزب.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، مدير مركز كارتر لمراقبة الانتخابات، استبعد فوز الرئيس البشير من الجولة الأولى في الانتخابات.
وقال كارتر، الذي يقود بعثة مراقبة متابعة الانتخابات السودانية، في مؤتمر صحفي بجوبا عاصمة إقليم الجنوب: "إذا لم يحصل أحد على الأغلبية المطلقة فستجرى جولة إعادة بينه وبين الشخص الثاني الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في مايو/آيار القادم".
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة لكونها أول انتخابات تعددية منذ انتخابات عام 1986 ، وبعد الانقلاب العسكري الذي قاده البشير في يونيو/حزيران 1989. (إفي)