القاهرة، 27 ديسمبر/كانون أول (إفي): اقترح وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم، اثناء لقائه اليوم بنظيره المصري أحمد أبوالغيط، انضمام "المزيد من اللاعبين" لعملية السلام في الشرق الأوسط بغرض "الدفع بأفكار جديدة" و"دم جديد" بالنسبة للفاعلين الحاليين المنخرطين فيها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، عقب مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك اليوم في القاهرة بحضور أبو الغيط، تحدث أموريم عن إمكانية مشاركة بلاده في جهود الوساطة من أجل دعم عملية السلام، قائلا إنه لا توجد "وصفة سحرية"، مشيرا إلى أنه قد تم طرح العديد من الأفكار والمبادرات على مدار سنوات طويلة.
وأشار "نعتقد أن دخول لاعبين جدد على عملية السلام، من شأنه ضخ دماء جديدة، في حالة وجود صعوبات تواجه الفاعلين الرئيسيين الذي تابعوا من قبل هذه الجهود خلال السنوات الطويلة الماضية".
وأوضح أموريم إن بلاده يمكنه الاضطلاع بدور "توفيقي" في المنطقة، آخذين في الاعتبار أن البرازيل تعيش تجربة سلام مع جيرانها منذ سنوات طويلة، موضحا أن بلاده لا تسعى لإقناع الشرق الأوسط بأنها تملك القدرة على حل مشاكله.
وأضاف "أحيانا يحتاج الأمر لشخص من الخارج، ليس منغمسا في الصراع بصفة يومية، ولكنه لديه القدرة على تقديم اقتراح مثل "لماذا لا تجربون هذا السبيل؟" أو "لماذا لا تقومون بذلك؟".
وقال "سيكون من السذاجة أن نعتقد أن البرازيل بمقدورها القدوم إلى المنطقة زاعمة أن لديها الحل النهائي لكل صراعات ومشاكل الشرق الأوسط" موضحا "ولكن يمكننا المساعدة على دفع الحوار".
جدير بالذكر أن مفاوضات السلام في الشرق الأوسط شبه متوقفة منذ نهاية 2008 بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، ولا توجد أية مؤشرات على حدوث انفراجة قريبة.
ويرفض الفلسطنيون، الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، قبل توقف كافة الأنشطة الاستيطانية بالكامل في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الموقف الذي تؤيده كافة الدول العربية، بينما تقترح الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية وقف الاستيطان بصورة مؤقتة من أجل استئناف المفاوضات.
وكان أموريم قد وصل القاهرة الليلة الماضية في زيارة لمصر تستغرق يومين، ينتظر أن يجتمع خلالها أيضا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لبحث ملفات متنوعة من بينها التعاون الثنائي وعدد من القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية.
وكان بيريز وعباس قد طالبا خلال زيارتهما للدولة اللاتينية، رئيسها لولا دا سيلفا بالقيام بدور الوساطة في النزاع القائم في المنطقة، وأعلن الأخير بدوره أنه سيقوم بجولة شرق أوسطية في مارس/آذار المقبل، يزور خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن.
وعلى جانب آخر، من المزمع أن يوقع أموريم خلال زيارته الت تعتبر الثالثة إلى مصر مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للحوار الاستراتيجي بين مصر والبرازيل.
يشار إلى أن التبادل التجاري بين مصر والبرازيل ارتفع من 410 ملايين دولار في 2002 إلى مليار و630 مليون دولار في 2008 ، طبقا لآخر الإحصائيات الرسمية البرازيلية.
كما ترتبط البرازيل ومصر في عدد من المحافل الدولية من بينها مجموعة عدم الانحياز، ومجموعة 77 ، وقمة العالم العربي وأمريكا اللاتينية المنتدى الذي اقترحه الرئيس لولا عام 2005 ليجمع بين التكتلين.(إفي)