القاهرة، 23 مايو/آيار (إفي): عقب الإعلان عن تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي كان مقررا انعقادها الشهر المقبل، إلى أواخر شهر نوفمبر/تشرين ثان تزامنا مع الذكرى الـ15 لانطلاق عملية برشلونة، أكد وزير الخارجية المصري تواصل أجتماعات الخبراء ولقاءات اللجان القطاعية في إطار مبادرة الاتحاد المتوسطي.
وقال أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم في القاهرة، بحضور نظيريه الإسباني ميجل أنخل موراتينوس والفرنسي برنار كوشنير، إن القاهرة ستشهد اعتبارا من الشهر المقبل عددا من الفعاليات في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، حيث يعقد يومي الثاني والثالث اجتماع وزراء الطاقة بالاتحاد، وفي منتصف الشهر نفسه يعقد اجتماع وزراء الصحة.
وأشار وزير الخارجية المصري أنه من منطلق حرص مصر على تفعيل مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط، اختارت دبلوماسيا رفيع المستوى سوف يتسلم عمله قريبا كمستشار لأمين عام الاتحاد.
وكان موراتينوس قد أكد أنه "لم يتقرر إلغاء القمة، بل تقرر تأجيلها، وهو ما تم التوصل إليه نتيجة مشاورات استمرت على مدار أسبوعين بين الأطراف الثلاثة لضمان أفضل مشاركة وظروف تحقق النجاج للقمة الثانية لمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط".
وأكد أبو الغيط أن هناك اتفاق كامل على قرار التأجيل بين القيادة الجنوبية للاتحاد وتمثلها مصر والقيادة الشمالية وتمثلها فرنسا، والرئاسة الأوروبية وتمثلها إسبانيا، والتي ستتسلم القيادة من فرنسا، بعد ذلك.
على صعيد متصل، أبرز موراتينوس أنه منذ انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، طرأت علىالمنطقة متغيرات كثيرة، كان أبرزها عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على غزة، ما أدى إلى إدارة دفة الأمور في اتجاه غير ما كنا نرجوه، وفي اجتماع مارسيليا حاولنا التوصل لصيغة توافقية ترضي جميع الأطراف الـ43.
وقال "الشرق الأوسط يمر بظروف حساسة، ومن ثم رأينا بعد التشاور أن نواصل العمل من أجل تهيئة الأجواء وخلق ظروف سياسية أفضل لضمان نجاح القمة".
وأشار موراتينوس إلى أن الأمين العام للاتحاد الدبلوماسي الأردني أحمد مساعدة، تولى مهام منصبه منذ فترة وجيز، كما تم تحديد 6 معاونين للتنسيق والتشاور معه، وهذا أمر يتطلب وقت للخروج بقمة جيدة.
وأضاف "رأينا تأجيل القمة من أجل الصالح العام، بالرغم من إسبانيا في ذلك الوقت، ستكون قد تركت الرئاسة الدورية للاتحاد"، مؤكدا "نحن ملتزمون بالقمة ونتعهد بدعم مبادراتها والعمل على تهيئة أفضل الأجواء لضمان نجاحها".
وبدوره، قال كوشنير "نحن نعمل يوميا وبشكل دائم معا، فعلى سبيل المثال أنا قادم من جولة شملت اسطنبول ودمشق وبيروت وانتهى بي المطاف في القاهرة، ولا أعلم ما هي محطتي المقبلة، وبالمثل فإن موراتينوس كان في تركيا وهو قادم من الأردن، إنه طريق طويل وسنظل نعمل معا كشركاء".
وأشاد كوشنير بالإنجازات التي حققتها المبادرة، ومن بينها إقرار الأمانة العامة وتواصل اجتماعات الخبراء، مشيرا إلى أنه هناك سلسلة من المشروعات والمبادرات التي نعمل على تفعيلها في هذا الإطار
وفيما يختص بقمة الشراكة المصرية الأوروبية التي كان مقررا لها السادس من الشهر المقبل، قبل يوم من انعقاد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط، أعلن وزير الخارجية المصري أنه تم تأجيلها بناء على اتفاق مع الشركاء الأوروبيين، ولم يتم تحديد موعد آخر لها بعد.
ونفى الوزراء الثلاثة أن يكون الاتحاد يمر بأزمة سياسية نتيجة الاختلاف على مسودة البيان الختامي، بسبب مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان. كما نفى أبو الغيط، وجود توجه من أي بلد عربي من المشاركين في المبادرة، مقاطعة القمة لهذا السبب.
في الوقت نفسه، قال موراتينوس "نحن بصدد شراكة عميقة واستراتيجية مختلفة، ولم نكن نطمح أن تعقد القمة لمجرد التقاط الصور الجماعية فقط، لو كان هناك أزمة لكنا ألغينا القمة بدلا من تأجيلها"، مؤكدا "لقد أنشأنا هذه المبادرة لحل الأزمات وليس لخلق المزيد منها".
ونفى أن يكون هناك تراجع في سقف الطموحات المتوقعة من القمة بعد قرار تأجيلها، مؤكدا أنه لا تزال هناك أمال كبيرة بخروج القمة بنتائج إيجابية على مختلف الأصعدة.(إفي)