هذا وقد أكد برنانكي مجدداً في شهادته على أن البنك الفدرالي الأمريكي يقف على أهبة الاستعداد لدعم عجلة النمو في البلاد، إذا ما استدعت الحاجة ذلك، مشيراً إلى أن عجلة النمو في البلاد لا تزال تسير بوتيرة "معتدلة"، الأمر الذي تبين من خلال نمو الاقتصاد الأمريكي بما يقارب الـ 2.0 بالمئة في الربع الأول، وذلك على حد وصف برنانكي.
الاقتصاد الأمريكي لا يزال تحت ضغوطات، فتلك المؤشرات المختلطة تُظهر بأن الطريق لا يزال طويلاً أمام وصول الاقتصاد لبرّ الأمان، وهذا لا يعني أن الأزمة قد انتهت، فما زال أمام الاقتصاد الأمريكي وقتاً طويلاً إلى مرحلة التعافي من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في خضم تدني مستويات الثقة عالمياً على ضوء الأزمة الأوروبية وطاعون الديون المتفاقمة التي تنتشر في أرجاء أوروبا لتهدد تصنيفها الائتماني.
الثلاثاء - الثاني عشر من حزيران/ يونيو 2012
يبدأ الاقتصاد الأمريكي أسبوعه متأخراً، حيث يبدأ بإصدار البيانات يوم الثلاثاء وتتمثل في تقرير أسعار الواردات التي من المحتمل أن تشهد انخفاضاً خلال شهر أيار/ مايو باسوأ من الانخفاض السابق، وذلك إثر تدني مستويات الطلب على النفط الخام الذي شهد هبوطاً حاداً خلال الأشهر القليلة الماضية، ذلك مع العلم أن مؤشر أسعار الواردات هو مؤشر يتتبع التغيرات في أسعار السلع المستوردة ضمن الولايات المتحدة الأمريكية.
بينما سيصدر مساء يوم الثلاثاء تقرير الميزانية الشهرية للحكومة الأمريكية والتي من المتوقع أن تظهر توسعاً في العجز، وذلك إثر ارتفاع الدولار الأمريكي عزيزي القارئ مقابل العملات الرئيسية، مما يحد من حجم الاستثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأربعاء - الثالث عشر من حزيران/ يونيو 2012
ستكون الأسواق على موعد مع تقرير اسعار المنتجين التي ستصدر عن شهر أيار/ مايو والتي من المتوقع أن تظهر انخفاضاً في مستويات التضخم، إذ من المحتمل أن تهبط الأسعار على الصعيدين الشهري والسنوي بأدنى مما كان في القراءة السابقة، وهذا ما أشار إليه الفدرالي الأمريكي مؤخراً وهو أن الاقتصاد قد يواجه مخاطر الانكماش التضخمي في حال بقيت الأسعار ضمن مستويات متدنية وسط ضعف الاقتصاد الأمريكي.
وسيصدر أيضاً في نفس الوقت تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية عن الشهر نفسه والتي من المتوقع أن تظهر انخفاضاً أيضاً في وتيرة المبيعات نظراً لضعف مستويات الإنفاق في الاقتصاد الأمريكي، وهنا نركز على مسألة مهمة، ألا وهي ثقة المستهلكين، حيث أن ثقتهم تعكس قابليتهم على الإنفاق، وبما أن مستويات الثقة متدنية فبالتالي الإقبال ضعيف على المتاجر.
الخميس - الرابع عشر من حزيران/ يونيو 2012
سيصدر في ذلك اليوم تقرير أسعار المستهلكين عن الشهر نفسه فمن المتوقع أن يظهر انخفاضاً أيضاً في الأسعار مقارنة بالانخفاض السابق، واضعين بعين الاعتبار أن هذا يأتي وسط ضعف الاقتصاد كما أشرنا أعلاه، في حين من المحتمل ان تثبت الأسعار الجوهرية أي باستبعاد الغذاء والطاقة عند الارتفاع السابق.
وسيكون قطاع العمل الأمريكي حاضراً يوم الخميس لإصدار تقرير طلبات الإعانة الأسبوعي الذي أظهر مؤخراً تبايناً كبيراً بين الحينة والأخرى، حيث في أسبوع نرى انخفاض الطلبات وارتفاعها في الأسبوع الآخر، لذلك فإنه من الصعب التكهن في طلبات الإعانة للأسبوع الماضي.
الجمعة - الخامس عشر من حزيران/ يونيو 2012
اليوم الأخير بالنسبة للاقتصاد الأمريكي سيكون حافلاً بالبيانات الصناعية، حيث أن البداية ستكون مع مؤشر نيويورك الصناعي الذي من المتوقع أن يظهر تباطؤاً في الأنشطة الصناعية في ولاية نيويورك خلال شهر حزيران/ يونيو، وذلك في خضم الضعف الجاري في الاقتصاد الأكبر في العالم وبمختلف الأصعدة.
كما ومن المتوقع أن يتراجع الإنتاج الصناعي خلال شهر أيار/ مايو، حيث قد يرتفع المؤشر بنسبة 0.1% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 1.1%، في حين أن مؤشر سعة الطاقة الانتاجية قد تكون ثبتت خلال أيار، وأخيراً سيصدر مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين الذي من المحتمل أن ينخفض إلى 77.5 مقابل 79.3 خلال حزيران، وهو أمر متوقع في ظل تدني مستويات الثقة عالمياً.
وسيبقى التركيز الأكبر عزيزي القارئ على الأزمة الأوروبية فيما يتعلق بأية تصريحات هامة عن صانعي القرار، خاصة تلك المتعلقة بأزمة المديونية الأوروبية، واضعين بعين الاعتبار ان رئيس الفدرالي الأمريكي بن برنانكي سيدلي بشهادته مع ختام الأسبوع حول التطلعات المستقبلية للاقتصاد الأمريكي بشكل خاص وبالنسبة لتعافي الاقتصاد العالمي بشكل عام..