لندن، 10 أغسطس/آب (إفي): صرح رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء بأن أحداث الشغب التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن، كشفت "أسوأ وأفضل ما في بريطانيا".
وأوضح أن الوجه القبيح للبلاد تمثل في المخربين والمجرمين أما أفضل شيء فكان تعامل الشرطة معهم، مؤكدا "لن نسمح لثقافة الخوف أن تسود شوارعنا.. نحن نحتاج لرد ولقد قمنا بالرد بشكل قاطع".
جاءت هذه التصريحات بعد الاجتماع الذي ترأسه كاميرون لأعضاء الحكومة البريطانية لليوم الثاني على التوالي، لبحث أزمة الشغب التي تشهدها مناطق متفرقة بالبلاد منذ بضعة أيام، وأدت إلى اعتقال 768 شخصا.
وأشار كاميرون إلى أن الشرطة بإمكانها استخدام وسائل أكثر حزما لتفريق المشاركين في أعمال الشغب، كالرصاص المطاطي وخراطيم المياه على سبيل المثال.
وأكد "مهما كانت الطريقة التي يستدعي استخدامها من قبل الشرطة فسيكون مصرح بها"، مضيفا "هناك أشياء لا تعمل بشكل حقيقي في مجتمعنا".
وعند سؤاله عما إذا كانت حكومته قد تعاملت ببطء مع أحداث الشغب التي اندلعت السبت الماضي، أشار كاميرون إلى أن ما حدث بمثابة "تحد جديد".
وقال إن شرطة سكوتلاند يارد اتخذت خلال الـ24 ساعة الماضية موقفا حاسما ونشرت 16 ألف شرطي في لندن وهو ما جعل الهدوء يسود العاصمة البريطانية.
وأضاف "وجود مزيد من عناصر الشرطة يعني زيادة الاعتقالات وارتفاع أعداد من توجه لهم التهم ومن تتم محاكمتهم"، معربا عن ضيقه بسبب مشاركة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما كما أكد أن كاميرات المراقبة ستكشف المشاركين في أعمال التخريب.
ويرى كاميرون أن السبب وراء وقوع أحداث الشغب يرجع إلى ثقافة انعدام المسئولية بين الشباب وأبائهم على حد سواء، مشيرا "لقد رأينا أسوأ ما في بريطانيا كما شاهدنا في الوقت نفسه أفضل ما بها مثل المليون شخص الذين أعربوا عن تضامنهم مع الشرطة على الفيسبوك ومشاركتهم في تنظيف الشوارع".
وكانت أحداث الشغب قد بدأت السبت الماضي عندما احتشد 300 شخص أمام قسم شرطة توتنهام للمطالبة بتحقيق العدالة في قضية مقتل الشاب مارك دوجان (29 عاما)، الذي لقي مصرعه على يد أحد عناصر الشرطة.
وما لبثت المظاهرة أن تحولت لأعمال شغب جرى خلالها إضرام النيران في عدد كبير من المباني والسيارات في المنطقة، إلى جانب السطو على عدد كبير من المتاجر وتحطيم واجهاتها.
وامتدت أعمال الشغب خلال الأيام التالية إلى العديد من أحياء العاصمة فيما قامت الشرطة البريطانية الثلاثاء بنشر 16 ألف شرطي في لندن وضواحيها.
كما شهد الثلاثاء امتداد أعمال الشغب إلى مدن بريطانية أخرى من بينها مانشستر وبرمنجهام وليفربول وسالفورد. (إفي)