من مهرين زهرة مالك
إسلام اباد (رويترز) - يجد المحتج الباكستاني أرشد شاه نفسه في مأزق.. فالإنهاك بلغ به منتهاه بعد أسابيع من التظاهر ضد الحكومة في الشوارع وهو يريد العودة لمنزله لكن منظمي الاحتجاج لن يمكنوه من ذلك.
فقد أخذ منظمو الاحتجاج بطاقة هويته -مثله مثل كثير من المحتجين الآخرين الذين يقودهم رجل الدين طاهر القادري- لمنعه من ترك موقع الاحتجاج أمام مبان حكومية في وسط العاصمة الباكستانية.
قال شاه الذي قدم من مدينة سرجودها بوسط البلاد "سيسرد بعضهم أعذارا تمنعهم من إعادة البطاقات وسيقول آخرون مباشرة إنه ليس بالإمكان المغادرة إلى أن يتقرر إنهاء الاعتصام."
وأضاف "أريد فقط بطاقتي حتى يمكنني المغادرة."
وقال آخرون إنهم يسلمون بطاقاتهم في بداية اليوم ويستعيدونها في نهايته مقابل مبلغ مالي عن كل يوم في الاعتصام.
قال نياز أحمد وهو أجير باليومية "آتي في الصباح وأسلم بطاقة الرقم القومي لرجال القادري فيعطونني في اليوم ما بين 300 و400 روبية (بين ثلاثة وأربعة دولارات) ثم نظل هنا طول اليوم."
وتابع بقوله "بعد أن يلقي الدكتور القادري كلمته في المساء نسترد بطاقاتنا ونذهب. وفي اليوم التالي نعود. أتقاضى في الجلوس هنا نفس ما أتقاضاه بعد عمل مضن طوال اليوم."
كانت المظاهرات المناهضة للحكومة قد تفجرت في باكستان الشهر الماضي ويقول منظمو الاحتجاجات إنهم لن يغادروا مواقعهم إلى أن يستقيل رئيس الوزراء نواز شريف.
وفشلت عدة محاولات من جانب مساعدي شريف لإيجاد حل من خلال التفاوض مع تشبث منظمي الاحتجاجات باستقالته.
وشهدت المواجهة أحداث عنف في نهاية الشهر الماضي حين حاول آلاف اقتحام مقر إقامة شريف.
لكن الهمة فترت بعد ذلك وأصبح المشهد المعتاد هو تجمع المحتجين داخل الخيام أو افتراشهم النجيل المزروع في أكبر طرق العاصمة.
وينفي معسكر القادري تماما ما يتردد عن دفع مبالغ مالية للمشاركة في الاحتجاج أو أخذ بطاقات المحتجين لمنعهم من المغادرة.
وقال شاهد مرسلين المتحدث باسم معسكر القادري "يسمح الدكتور القادري للناس بالرحيل إن هم اضطروا لذلك. وقد أعلن ذلك على الملأ أيضا."
ومضى قائلا "أرفض هذا الاتهام بقوة. هذا غير صحيح ومن يرددونه ليسوا من محتجي معسكر الدكتور القادري على الأرجح."
ويحتشد الموالون للقادري مع محتجين يتزعمهم سياسي معارض آخر هو نجم الكريكت السابق عمران خان.
وعلى النقيض من مؤيدي خان الذين يتجمعون في المساء عادة.. يعتصم أنصار القادري أمام مبان حكومية طوال النهار وينامون في الخيام أو يحتمون بها من حرارة الشمس اللافحة أو الأمطار الموسمية.
وموقع الاعتصام -القريب من سفارات ووزارات حيوية- في حالة يرثى لها إذ تتناثر فيه القمامة وتفوح منه رائحة البول والبراز.
وعند أحد أطراف موقع الاحتجاج يصطف رجال كل يوم قرب أنبوب تندفع منه المياه للاغتسال واحدا تلو الآخر. وتشكو النساء من أنهن لم يتمكن من الاغتسال سوى مرات معدودات خلال الشهر الأخير. ويخشى البعض تفشي حمى الدنج التي يحملها البعوض.
قال جويد أكرم رئيس لجنة خبراء حمى الدنج "يمكن أن ينتشر المرض بسرعة... لا يوجد صرف ملائم بالمنطقة واحتمال إصابة المشاركين في الاعتصام به تزيد لعدم وجود نظام للتخلص من الفضلات."
وذكرت ثلاث محتجات على الأقل -كلهن يعملن في الخدمة بالمنازل- أنهن تلقين مبالغ للمشاركة في الاحتجاجات حينما بدأت أول مرة. وقالت إحداهن -ولها ثلاثة أطفال دون السادسة- إن الأمهات يتقاضين 2500 روبية (25 دولارا) إضافية.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير سها جادو)