مدريد، 15 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): دافعت وزيرة العلوم والابتكار الإسبانية كريستينا جارمينديا اليوم عن دعم العلوم الإنسانية، وذلك أثناء التوقيع على اتفاقية بين شركة يونيون فينوسا للغاز، والمجلس الأعلى للأبحاث العلمية لمواصلة أعمال التنقيب في مقبرة جحوتي بالأقصر الواقعة جنوب مصر.
وأوضحت الوزيرة أن العلم لن يحرز تقدما إذا لم يتم المضي قدما في العلوم الإنسانية كبعد هام للتقدم الاجتماعي في البلاد، وأن يفهم المواطنون أنه لن يكون هناك تقدم بعيدا عن العلم، ويؤمنوا بأن الأبحاث لابد وأن تظل بعيدة عن استقطاعات الموازنة.
وتقدم اتفاقية التعاون تمويلا بقيمة 300 ألف يورو تسمح لفريق العلماء بمواصلة أعمال التنقيب لمدة سنتين بمشروع جحوتي.
وقد أسفرت أعمال التنقيب التي تتم تحت إشراف عالم المصريات خوسيه مانويل جالان منذ عشر سنوات بموافقة وتعاون السلطات المصرية من خلال المجلس العلى للآثار، عن اكتشاف قطع أثرية ذات قيمة علمية وتاريخية.
وأوضح جالان أن عمليات التنقيب التي تلي التوقيع على الاتفاقية ستتم خلال شهري يناير/كانون ثان وفبراير/شباط 2012 بمشاركة 15 عالما إسبانيا، حيث سيتم العمل في "الممر الجنائزي لهاري، أحد الأعيان الذين عاشوا خلال الفترة التي ترجع إلي عام 1500 قبل الميلاد".
وأعرب جالان عن ثقته في العثور على أكثر من ست مقابر جديدة وغير معروفة في منطقة الحفريات، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ"استكشاف حالة دفن المسئول الحكومي البارز".
ومن المعروف أن المعبود المصري القديم جحوتي قد اتخذ هيئتين مختلفتين على شكل "قرد" أو "أبو منجل"، وقد نسب المصريون إليه معرفة الكتابة، حيث كان المسئول عن كل الأرقام والحسابات ومقدر السنين.
كما يلعب جحوتي دورا هاما في العالم الآخر؛ فيظهر فى المشهد المصاحب للفصل 125 من كتاب الموتى واقفا أمام ميزان العدالة الذي تتم فيه عملية وزن قلب المتوفي فيما يعرف بمشهد المحاكمة يوم الحساب، حسب معتقدات المصريين القدماء، وهو ما يضفي عليه العدالة والاستقامة. (إفي)