مدريد، 3 أكتوبر/تشرين أول (إفي): "لا أعلم، فالكتب هي التي تكتبني"، إجابة أوجز فيها الكاتب الأورجوائي الشهير إدواردو جاليانو أسرار مطبخه الأدبي، ورد عن طريقها عن التساؤلات التي تلاحقه حول عمله القادم بعد "السراب" الذي نشر عام 2008.
وفي حوار مع (إفي) خلال الزيارة التي يقوم بها لمدريد لتلقي التكريم من جانب منظمات عديدة من بينها رابطة الفنون الجميلة ومؤسسة (سيف ذا تشلدرن) أو أنقذوا الأطفال ، قال جاليانو: "أنا أكتب عندما توخزني يداي، فأفكار الكتب تنمو في داخلي وتتصاعد من الداخل للخارج ومن أسفل إلى أعلى وتجتاح جسدي من الرأس حتى أخمص القدمين".
وأضاف "وفي لحظة ما تبدأ الأفكار في القفز من فمي، وتصيح بي افتح لتسمح بخروج الباقين".
وأعرب صاحب "الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية" عن اختلافه في الرأي مع من يعتبره أستاذه وصديقه، الأديب خوان كارلوس اونيتي الذي كان قد صرح في وقت سابق بأنه يكتب لنفسه فقط، وقال جاليانو إنه في اللحظة التي يُنشر فيها أول أعمال الكاتب للقراء لا يعود يكتب لنفسه، بل يتوجه للآخرين.
وتابع الأديب الأوروجوائي "هذا العالم يأخذنا نحو التشتت والفرقة، وعلى الكاتب أن يكتب لكي يتكامل مع الآخرين ويثبت أن الوحدة أمر ممكن".
وأكد الروائي أنه يتمنى أن يصل بلغته في الكتابة إلى ما وصفه بـ"الحستفكيرية"، وهو مصطلح يستخدمه الصيادون الكولومبيون للتعبير عن القدرة على الإحساس والتفكير في نفس الوقت.
وأبرز جاليانو العلاقة "الحسية" التي تربطه بالكتاب، وأكد أنه يكتب بخط اليد ولا يلجأ للآلة الكاتبة أو الكمبيوتر، مشيرا إلى أنه لا يتقبل العمل الأدبي عندما ينقل إلى الشاشة، لأنه يروق له كثيرا أن يكون قادرا على ملامسة أوراق الكتاب وضمه بين ذراعيه أو حمله تحت ابطه.
وتناول الكاتب الشهير في الحديث ذكرياته حول العديد من الروائيين والكتاب المشاهير في القارة، وخص من بينهم خوليو كورتاثر وماريو بينيدتي، اللذين وصفهما بأنهما شخصان فريدان في الكرم، يشعران بالسعادة فقط إذا ما شعرا ان من حولهما سعداء.
يشار إلى أن إدواردو جاليانو ولد في مونتفيديو عاصمة أورجواى، وعمل صحفيا ورساما كاريكاتوريا فى العديد من الصحف، قبل أن يهرب من الحكم العسكرى فى بلاده إلى الأرجنتين عام 1973 بعد نشره "الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية" فى أسبانيا عام 1971 ، ثم انتقل إلى أسبانيا عام 1977 وظل فيها حتى عاد إلى بلاده عام 1985.
وحظي هذا الكتاب بشهرة واسعة وحقق مبيعات خيالية عندما أهدى الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز نسخة منه إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما، خلال قمة الأمريكتين الخامسة التي عقدت في ترينيداد وتوباجو في أبريل/نيسان الماضي.(إفي)