واشنطن، 10 مايو/آيار (إفي): لا تزال الولايات الأمريكية المطلة على خليج المكسيك تبذل جهودا مكثفة لاحتواء البقعة النفطية المتسربة في المنطقة، في الوقت الذي أعلنت فيه شركة (بريتش بتروليوم) البريطانية للنفط، المسئولة عن الحادث، أنها تبحث إمكانية تثبيت حاوية جديدة أصغر حجما فوق مصدر التسرب.
ويبلغ حجم التسرب اليومي نحو 800 ألف لتر من النفط الذي أوشك بالفعل على بلوغ سواحل ولاية لويزيانا مهددا الحياة البرية والبحرية وأنشطة السياحة والصيد، فضلا عن تهديدات مماثلة في ولايات فلوريدا ومسيسيبي وألاباما.
ودفع هذا التهديد الشركة البريطانية للإعلان عن بحث إمكانية تثبيت حاوية أصغر حجما فوق مصدر التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك، وذلك بعد المحاولة الفاشلة التي استخدمت فيها الحاوية، التي تزن 100 طن وثبتتها الشركة الأسبوع الماضي.
وكانت الشركة قد أعلنت السبت عن إخفاق المحاولة الأولى لوقف تسرب النفط من خلال الحاوية المصنوعة من الفولاذ والمزودة بأنبوب ضخم لضخ النفط في قارب على السطح، وذلك بسبب تراكم الثلوج على فوهة الأنبوب.
يشار إلى أن التسرب بدأ إثر غرق منصة نفطية تابعة للشركة البريطانية، بعد انفجارها واحتراقها في 22 من الشهر الماضي.
وكشفت صحيفة (بيلوكسي صن هيرالد) اليوم عن وجود كرات من القار أو القطران في جزيرة داوفين بولاية ألاباما، ويعتقد خفر السواحل أنها نتيجة للتسرب النفطي.
ولهذا، تعمل سلطات ولاية ألاباما على إبقاء التسرب الملوث بعيدا عن خليج موبايل، في محاولة لحماية تاسع أكبر موانئ البلاد.
وأقامت سلطات ألاباما، لتحقيق غرضها، حاجزا عائما كبيرا ذا بوابة مزدوجة في الوسط لتسمح بعبور السفن التي يتم تفتيشها وفحصها قبل أن تصل إلى الميناء ببقايا نفطية عالقة فيها.
وتتوقع سلطات الموانئ في الولاية الأمريكية أن ينتهي العمل اليوم حيث أعلنت أن الحواجز العائمة ساعدت في احتواء التسرب عندما تكون المياه هادئة، ولكنها أبدت فعالية أقل في حالة وجود عواصف حيث يطفو النفط فوق أو تحت الحواجز مدفوعا بالأمواج والرياح.
وإلى جانب جهود السلطات في موبايل، ينضم أسطول مكون من عشر سفن وتابع لقوات خفر السواحل التي تمارس مهامها في دلتا نهر مسيسيبي لإزالة بقايا النفط عبر استخدام وسائل كيميائية مذيبة.
وتعمل هذه المواد الكيميائية على تفتيت البترول إلى جزيئات صغيرة يسهل على البكتيريا التهامها فيما بعد.
وكان خبراء بيئيون قد أعربوا عن مخاوفهم إزاء التأثير السلبي للمواد الكيميائية السامة المستخدمة لإزالة بقعة النفط، على الحياة البحرية، وذلك بعد استخدام نحو مليون لتر من هذه المواد.
ويعكف الخبراء البيئيون حاليا على دراسة تأثير استخدام كميات كبيرة من مادة (Corexit 9500) السامة في مياه خليج المكسيك، وذلك لمكافحة 12 مليون لتر من النفط تسربت الى المياه بعد غرق المنصة.
ووفقا لما أوضحته الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة على موقعها الالكتروني، فإن هذه المواد الكيميائية تقوم بفك بنية جزئيات البترول، ليترسب في أعماق المياه.
وأشارت الأكاديمية الى أنه بهذه الطريقة يتم ازالة البقعة النفطية والحيلولة دون أن تضر الطيور والثدييات البحرية، اضافة الى الحيلولة دون تلوث الشطآن.
وعلى الرغم من ذلك، الا أن الأكاديمية تحذر من أن استخدام هذه المواد لا يقلل من كمية البترول الموجود بالبحر، وإنما تقوم فقط باغراقه الى أعماق البحر.
وأضافت "وبهذا الطريقة يتم تقليل مخاطر تأثيرها على الشواطئ وسطح البحر، الا أنها تزيد من المخاطر التي قد تتعرض لها الكائنات البحرية التي تعيش في عمق البحار".
كما أكد توني هايورد، كبير المسئولين في (بريتش بتروليوم)، في مقابلة نشرتها صحيفة (صاندي تيليجراف) البريطانية أن الشركة قد تنفق نحو 10 ملايين دولار في مهام التنظيف الجارية، بجانب الـ6 ملايين المتوقعة من قبل. (إفي)