موسكو، 8 أبريل/نيسان (إفي): أكد رئيس قرغيزيا كرمان بك باقييف اليوم انه لن يتقدم باستقالته، غير انه اعترف بفقدانه السيطرة على الأوضاع في بلاده، بعدما شكلت المعارضة حكومة انتقالية تحظى بدعم القوات المسلحة.
ونقلت وسائل الإعلام عن باقييف، الذي تمت الإطاحة به الليلة الماضية عقب الاحتجاجات العنيفة واعمال الشغب التي شهدتها العاصمة بشكيك، قوله ان قادة المعارضة سيضطرون للمثول امام العدالة لقيامهم بزعزعة استقرار البلاد.
وكانت زعيمة المعارضة القرغيزية روزا أوتونباييفا قد تولت مقاليد السلطة الليلة الماضية عقب الإطاحة برئيس البلاد، الذي غادر مقره بالعاصمة بشكيك، ليأوي في جنوب البلاد، مسقط رأسه.
ويشار إلى ان كرمان بك باقييف، الزعيم المعارض السابق، قد تولى السلطة عام 2005 بعد ثورة السوسن، وهي الحركة الديمقراطية التي أطاحت بحكومة الرئيس السابق عسكر أكاييف لاتهامه بالفساد والغش الانتخابي.
وقد عقدت أوتونباييفا في وقت سابق اليوم مؤتمرا صحفيا، قالت فيه إن الرئيس يسعى لتعزيز موقفه بين سكان جنوب البلاد، لمواصلة الدفاع عن منصبه.
واعلنت رئيسة الحكومة الشعبية الجديدة عن حل البرلمان، وتعيين اربعة مسئولين آخرين لتولي المهام الاقتصادية والمالية والامنية والإصلاحات الدستورية في الحكومة الجديدة، لافتة إلى ان دستور البلاد سيظل ساريا باستثناء بعض البنود.
وأكدت أن الحكومة الجديدة ستعمل خلال نصف عام، في الفترة التي ستم فيها المصادقة على الدستور الجديد لقرغيزيا، وتعديلات ينتظر إدخالها على القانون الانتخابي، وعلى اللوائح المتعلقة بالأحزاب السياسية والمسيرات والاحتشادات.
كما حملت روزا أوتونباييفا السلطات مسئولية الضحايا الذين سقطوا في بشكيك خلال الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وأضافت ان اعمال الشغب جاءت ردا على قمع وطغيان هذه السلطات.
وقال إسماعيل إيساكوف، الذي تولى مؤقتا مهام وزير الدفاع، خلال نفس المؤتمر الصحفي ان المعارضة سيطرت على جميع القوات المسلحة القرغيزية وحرس الحدود، مؤكدا أن أمن المواطنين والبلاد سيقع على عاتق الجنود ووزارة الداخلية.
كما اعلن عن تشكيل دوريات للحفاظ على الامن والنظام في العاصمة، بعد أعمال النهب التي سجلت الليلة الماضية.
وكانت المعارضة قد اكدت مقتل ما يقرب من مائة شخص في الاشتباكات التي وقعت بين قوات الشرطة والمتظاهرين المناهضين للحكومة أمس في بشكيك، وانتهت بسيطرة المعارضة على البرلمان وتوقيع رئيس الحكومة دانيار أوسينوف على استقالته.
إلا ان مصادر بوزارة الصحة اشارت إلى مصرع 40 شخصا فقط وإصابة 400 آخرين في العاصمة وباقي أنحاء البلاد.
ومن جانب آخر، صرح كوشباي ماسيروف حاكم إقليم (جلال آباد) الجنوبي، "إننا لا نقبل إهانات إلى ابننا"، في إشارة إلى باقييف الذي تعود جذوره إلى هذه المنطقة الجنوبية.
وفي سياق متصل، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم "نداء عاجلا" من اجل الحوار في قرغيزيا، واعلن ان مبعوثا خاصا من المنظمة سيتوجه غدا إلى البلد المضطرب.
واكد بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده اليوم في فيينا، عقب اجتماعه مع وزير الخارجية النمساوي ميشيل سبيندلجر: "سأرسل بشكل عاجل ممثلي جان كيوبيس، الذس سيسافر غدا إلى قرغيزيا".
وقال إنه شعر خلال الزيارة، التي اجراها لبشكيك قبل اقل من اسبوع، باجواء من التوتر، وانه ابدى للرئيس كرمان بك باقييف قلقه، مشددا على اهمية احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وحث الامين العام للأمم المتحدة أطراف النزاع في قرغيزيا على التفاوض بشكل سلمي، مشيرا إلى ان كازاخستان ستبعث ايضا، باعتبارها الرئيسة الدورية لمنظمة الامن والتعاون الاوروبي، مبعوثا آخر رفيع المستوى، سيعمل بالتنسيق مع كيوبيس.
ومن جانبه دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين رئيسة الحكومة الشعبية الجديدة، لوضع حد لاعمال العنف، وضمان حماية السفارات والجاليات الاجنبية في البلاد، وانتقد لوقوعه في نفس الاخطاء التي ارتكبها سلفه عسكر أكاييف،
وذكر المكتب الصحفي للحكومة الروسية ان موسكو دائما ما قدمت المساعدة الإنسانية للشعب القرغيزي، وانها على استعداد لذلك الآن.
وأكدت روزا أوتونباييفا خلال المحادثة الهاتفية مع بوتين، ان المعارضة تسيطر بشكل كامل على الوضع في البلاد وعلى اجهزة الامن والقوات المسلحة، مضيفة ان "الاوضاع في البلاد عصيبة للغاية. قرغيزيا تحتاج للمساعدة المالية".
كما وجه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم دعوة من العاصمة التشيكية براغ، إلى الحكومة الشعبية الجديدة والمسئولين المخلوعين بقرغيزيا، حثهم فيها على الحوار السلمي تجنبا لإراقة مزيد من الدماء في البلاد.(إفي)