من من اريك كريشبوم وبيثان جون
برلين (رويترز) - قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأحد إن بلادها ستفعل كل ما بوسعها لمكافحة مشاعر العداء للسامية وذلك اثر ارتفاع كبير في حوادث أسيء فيها معاملة اليهود وتنامي مشاعر العداء لاسرائيل إثر الصراع في غزة.
وجاء كلام ميركل في خطاب أمام الآلاف في تظاهرة حاشدة نظمت احتجاجا على تنامي معاداة السامية التي تلقي السلطات وقادة الجالية اليهودية الألمانية باللوم فيها على المتطرفين الاسلاميين والمهاجرين اليافعين.
وقالت ميركل إن الاعتداء على أي يهودي هو بمثابة اعتداء على ألمانيا بأكملها.
وأضافت "أن يتعرض الناس في ألمانيا للتهديد بسبب مظهرهم اليهودي أو لدعمهم إسرائيل هي فضيحة مخزية لن نقبل بها."
وأضافت "إنه واجبنا الوطني والمدني بأن نحارب معاداة السامية."
ومن النادر أن تحضر ميركل تظاهرات ولكنها هذه المرة انضمت إلى الرئيس الألماني خواكيم جوك وقادة الجالية اليهودية للتظاهر عند بوابة براندنبرج في وسط برلين.
وأضافت ميركل "إن كل من يضرب رجلا يرتدي القلنسوة اليهودية يضربنا جميعا وكل من يدنس قبرا يهوديا يسبب الخزي لثقافتنا وكل من يهاجم كنيسا يهاجم ركائز مجتمعنا الحر."
وشكلت التظاهرة التي نظمها المجلس المركزي لليهود في ألمانيا حدثا استثنائيا.
ولا يلفت اليهود في ألمانيا الانظار إليهم غير أن قادة الجالية يقولون إن اليهود يشعرون أنهم مهددون بمشاعر معاداة السامية بعد الحرب في غزة.
وعاش في ألمانيا أكثر من نصف مليون ألماني حتى تولى النازيون الحكم عام 1933 وانخفض العدد بسبب المحارق النازية إلى 30 ألفا غير أن الجالية عادت ونمت لتصبح 200 ألف شخص.
وقالت الحكومة الألمانية إن 131 حادثا تندرج في اطار معاداة السامية سجلت في يوليو تموز و53 في يونيو حزيران.
وأدى النزاع في غزة إلى تزايد التوتر بين المجتمعات المسلمة واليهودية في جميع أنحاء أوروبا.
وشابت الشعارات المعادية للسامية والتهديدات لليهود التظاهرات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا في يونيو حزيران الماضي.
وأثنى رئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لودر على جهود ألمانيا في مكافحة معاداة السامية في التظاهرة.
وقال "هناك بعض الاماكن التي أتوقع أن أشهد فيها مثل هذه الأمور ولكن ليس في ألمانيا. فمنذ نهاية الحرب العالمية دعمت ألمانيا بقوة صعود اليهود فلماذا تشوه وصمة معاداة السامية كل هذا العمل الجيد؟"
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)