ريو دي جانيرو، 30 يونيو/حزيران (إفي): أهان منتخب البرازيل كبرياء نظيره الإسباني في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات على ملعب ماراكانا التاريخي بريو دي جانيرو وهزمه بثلاثية نظيفة مع الرأفة ليتوج اليوم باللقب للمرة الرابعة في تاريخه والثالثة على التوالي.
تزامن الانجاز مع ذكرى تتويج البرازيل بمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان تحت قيادة نفس المدرب لويز فيليبي سكولاري في فترة ولايته الأولى.
وأثبت منتخب السامبا استعداده التام لنيل لقب كأس العالم العام المقبل على أرضه وبين جماهيره، ليخرس ألسنة المشككين في هذا الجيل الصاعد الذي انتقدوا أدائه، ومنحوا الأفضلية لإسبانيا بطلة ثلاثية يورو 2008 و2012 ومونديال 2010.
قدم السيليساو عرضا رائعا طوال المباراة بعد أن استغل عاملي الأرض والجمهور، بجانب تفوقه خططيا في الضغط على الخصم واحباط أسلوب التيكي تاكا، وتفكيك دفاعاته بوجود الرباعي المرعب نيمار وهالك وأوسكار وفريد، كما بدا تفوقه في النواحي البدنية.
وسبق للبرازيل التتويج بكأس القارات اعوام 1997 و2005 و2009 ، أما إسبانيا ففشلت تعويض خروجها من نصف نهائي النسخة الاخيرة.
وبالنظر لمجريات اللقاء، فقد شهد الشوط الأول تفوقا كاسحا من جانب السيليساو، الذي نال أفضلية مبكرة بعد تسجيله الهدف الأول عبر فريد عقب ثلاث دقائق فقط من صافرة البداية، وكان بعدها الأفضل ميدانيا والأخطر على مرمى إيكر كاسياس، حتى ترجم سيطرته بهدف ثان قبل نهاية الشوط عن طريق نيمار.
دون جس نبض، نجح البرازيليون في خطف الهدف الأول من أول هجمة مستغلين خطأ فادحا في الرقابة الدفاعية للماتادور، حيث وجه هالك عرضية تهادت بين الثنائي جيرارد بيكيه وألبارو أربيلوا ليخطفها فريد من الوضع راقدا في أعلى شباك كاسياس الذي لم يكن منتبها.
وواصلت البرازيل ضغطها مستغلة صدمة الإسبان، وفي (ق8) أهدر أوسكار فرصة الهدف الثاني بعد تبادل رائع للكرة بين هالك ونيمار وغفلة من أربيلوا، ليسدد أوسكار كرة قريبة من مرمى كاسياس.
وبصعوبة شديدة تصدى كاسياس لتسديدة خطيرة من باولينيو (ق13).
واشتعلت المباراة (ق15) بعد المشاجرة التي وقعت بين اللاعبين عقب اعتداء أربيلوا بدون كرة على نيمار اثناء هروبه من رقابته، ليكتفي الحكم الهولندي كويبرس بإنذاره، في الوقت الذي طالب لاعبو البرازيل وجماهيرهم وجهازهم الفني ببطاقة حمراء.
وبدأ أبطال العالم وأوروبا التحرك (ق20) بفرصتين متتاليتين عبر إنييستا وتوريس، لكن جوليو سيزار أنقذ الأولى، ومرت الثانية بجوار قائمه.
وأضاع فريد فرصة الثنائية (ق25) بتصويبة بجوار القائم الإسباني.
وعاد الجدل التحكيمي مجددا (ق30) حين طالب البرازيليون بطرد راموس اثر عرقلته أوسكار بالقرب من منطقة الجزاء في وضعية الانفراد، لكنه نال بطاقة صفراء، وسدد هالك المخالفة بقوة بعيدا عن المرمى.
وسنحت لإسبانيا أخطر فرصة (ق41) حين مرر خوان ماتا تمريرة سحرية لبدرو المنفرد من الجبهة اليمنى والذي سدد أرضية كانت في طريقها نحو الشباك لولا شجاعة واستبسال ديفيد لويز الذي أخرجها ببطولية من على خط المرمى.
كان رد البرازيليين قاسيا، إذ نجح نيمار في إضافة الهدف الثاني بطريقة رائعة، بعد تبادل للكرة مع أوسكار ليضرب مصيدة التسلل ويسدد قذيفة من فوق كاسياس الذي لم يحرك ساكنا (ق44).
حاول ديل بوسكي انقاذ ما يمكن انقاذه فدفع بأزبيليكويتا بدلا من أربيلوا كظهير أيمن، لكنه سقط في أول اختبار في أول هجمة برازيلية في الشوط الثاني حين نجح فريد في تسجيل الهدف الثالث، اثر تلقيه عرضية أرضية ضربت الدفاع ليسددها أرضية قوية في أقصى زاوية كاسياس (ق47).
وأجرى ديل بوسكي تبديلا سريعا بهد الهدف الثالث بنزول خيسوس نافاس بدلا من خوان ماتا.
وكان نافاس عند حسن الظن، فمن أول لمسة نجح في الحصول على ركلة جزاء اثر عرقلة مارسيلو.
لكن سرخيو راموس أثبت أن اليوم ليس يوم إسبانيا، فانبرى لركلة الجزاء وأهدرها بعد أن سدد أرضية بعيدة عن مرمى الحارس جوليو سيزار.
وأنقذ كاسياس مرماه من تسديدة هالك الذي أراد احراز الرباعية (ق58).
ودفع ديل بوسكي بآخر أوراقه (ق59) بنزول ديفيد فيا بدلا من توريس في مركز رأس الحربة.
وأهدر مارسيلو فرصة جديدة بعد أن سدد كرة غير متقنة حادت من مرمى لاروخا (ق64).
وازدادت مهمة الإسبان تعقيدا بعد طرد المدافع جيرار بيكيه الذي لم يقو على مجاراة سرعة زميله المستقبلي في برشلونة نيمار فقام بعرقلة قبل دخول منطقة الجزاء ليترك فريقه منقوص العدد (ق68)، وسدد نيمار المخالفة بمهارة لكن كرته علت العارضة بقليل.
وأجرى لويز سكولاري تبديله الأول (ق72) حين دفع بجادسون بدلا من هالك، وبعدها حل جو بديلا لفريد (ق79).
ومنع جوليو سيزار على بدرو رودريجز فرصة تقليص الفارق (ق80)، وأحبط فرصة أخرى من ديفيد فيا بعد تعاون رائع مع نافاس.
وفي (ق88) نزل هرنانيز بديلا لباولينيو، وتمر الدقائق المتبقية دون جديد، لتعتلي البرازيل منصة التتويج، ويفشل الجيل الذهبي لإسبانيا في حصد لقب كأس القارات لأول مرة في تاريخها. (إفي)