جنيف (رويترز) - أشارت السعودية إلى أن قطع العلاقات مع إيران لن يؤثر على المحادثات بشأن سوريا والتي من المقرر عقد جولة جديدة منها في جنيف هذا الشهر.
وشاركت الرياض وطهران في محادثات سابقة وتدعم كل واحدة منهما طرفا مختلفا في الصراع السوري. وثمة مخاوف من أن يؤدي الخلاف بينهما إلى عرقلة الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله بعد محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن التوترات الأخيرة التي أثرت على المنطقة سلبا لن تؤثر على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأمم المتحدة بجانب مجموعة الدعم الدولية على تحقيقه في جنيف قريبا.
وقطعت السعودية والبحرين والسودان علاقاتها مع طهران كما خفضت الامارات مستوى العلاقات مع إيران يوم الاثنين بعد اقتحام محتجين للسفارة السعودية في طهران. واستدعت الكويت سفيرها لدى إيران يوم الثلاثاء.
وتأكيدا على موقف السعودية تجاه سوريا قال الجبير إن الرياض تتطلع لإيجاد حل قائم على مبادئ جنيف 1 وهي وثيقة صدرت في 2012 تحدد الخطوط العريضة لعملية للسلام بما في ذلك إنشاء سلطة انتقالية للحكم.
وقال الجبير مجددا إن الرئيس بشار الأسد لن يكون له أي دور في مستقبل سوريا.
وحددت الأمم المتحدة 25 يناير كانون الثاني موعدا للمحادثات. لكن دمشق ترفض كيانا جديدا للمعارضة تشكل للإشراف على المفاوضات في حين تريد المعارضة خطوات لبناء الثقة من جانب الرئيس السوري وهو مطلب قد يعقد الجهود الرامية لبدء المحادثات.
وقال مبعوث الأمم المتحدة عقب لقائه مع الجبير والمعارضة السورية في الرياض إنه يوجد عزم واضح من الجانب السعودي على ألا يكون للتوترات الاقليمية الحالية أي تأثير سلبي على القوة الدافعة للمحادثات وعلى استمرار العملية السياسية في جنيف.
ولم يحدد دي ميستورا موقف المعارضة السورية خلال الاجتماع لكنه قال "لا يمكننا أن نتحمل نتيجة خسارة هذه القوة الدافعة برغم ما يحدث في المنطقة."
وتطالب المعارضة السورية دمشق بخطوات لبناء الثقة تشمل الإفراج عن سجناء ووقف قصف البلدات والمدن ورفع حصار تفرضه الحكومة على مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وحث المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا جاريث بايلي الحكومة يوم الثلاثاء على رفع الحصار كخطوة نحو إنهاء الصراع المستمر منذ حوالي خمس سنوات.
وقال في بيان "تجويع المدنيين أسلوب غير إنساني يستخدمه نظام الأسد وحلفاؤه" في إشارة إلى حصار مفروض منذ شهور على بلدة مضايا القريبة من دمشق.
وأضاف "يجب إنهاء الحصار لإنقاذ أرواح المدنيين وتقريب سوريا من السلام ... هذه المأساة الإنسانية تبرز ضرورة إنهاء هذا الصراع."
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان- الذي مقره بريطانيا- أيضا عن حصار مضايا حيث يقول إن سكانها البالغ عددهم 40 ألفا تأثروا بالحصار وإن الكثيرين يتضورون جوعا.