برلين (رويترز) - قالت الحكومة الألمانية يوم الأربعاء إنها متمسكة بتجميد صادرات السلاح إلى السعودية، مقاومة بذلك ضغوطا لتخفيف موقفها بعد انتقادات من بريطانيا وشركات دفاعية، بينها إيرباص، تقول إنه يضر التجارة.
كانت ألمانيا قد قالت في نوفمبر تشرين الثاني إنها سترفض منح تراخيص لتصدير أسلحة في المستقبل للرياض بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ولم تحظر برلين رسميا الصفقات التي جرى التصديق عليها لكنها حثت القطاع على الامتناع عن تسليم مثل تلك الأسلحة في الوقت الحالي.
وحث وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت ألمانيا على تخفيف موقفها، قائلا إن من "الضروري" إعفاء المشروعات الدفاعية الكبرى من قرار وقف مبيعات السلاح للسعودية وإلا تضررت مصداقيتها التجارية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إنه لا يوجد تغيير وشيك.
وأضافت "وجهة نظر الحكومة واضحة ولا يوجد موقف جديد. لا يوجد مبرر حاليا لمزيد من الموافقات".
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن القرارات بشأن شحنات الأسلحة إلى السعودية مرتبطة بالصراع في اليمن.
وأضاف ماس للصحفيين، بعد لقائه مع هنت في برلين "لا نسلم أي أسلحة للسعودية في الوقت الحالي وسوف نتخذ القرارات المستقبلية بناء على تطورات صراع اليمن وما إذا كان يتم تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في محادثات السلام بستوكهولم".
ورفض وزير المالية الألماني أولاف شولتس، في تصريحات منفصلة، الحديث عما إذا كانت الحكومة الألمانية ستمدد قرار التجميد لما بعد التاسع من مارس آذار المقبل. وقال "نراجعه دوريا وسنصدر قرارات جديدة على هذا الأساس".
وفي رسالة إلى ماس هذا الشهر، قال هنت إنه يشعر "بقلق بالغ" من تأثير القرار "على قطاعي الصناعات الدفاعية البريطاني والأوروبي والعواقب على قدرة أوروبا على الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي".
وأضاف أن قرار برلين يؤخر تسليم المقاتلات يوروفايتر تايفون وتورنيدو وهوك، وقد يتسبب في وقوع غرامات تعاقدية على 500 شركة ضمن سلسلة توريد بي.إيه.إي سيستمز البريطانية.
وتابع هنت قائلا إنه يرى احتمالا بأن تتحول السعودية إلى الإمدادات الروسية أو الصينية في المستقبل.
وفي إشارة إلى الصراع في اليمن، حيث تقاتل الحكومة المدعومة من السعودية حركة الحوثي الموالية لإيران، قال هنت أيضا إنه يشعر بقلق بالغ من أن يضعف تجميد صادرات السلاح القدرة على التأثير في شخصيات رئيسية خلال الشهور القليلة المقبلة في عملية السلام.
جاءت رسالة هنت شديدة اللهجة بعد شكاوى في الأسبوع الماضي من مسؤول كبير في شركة إيرباص قال لرويترز إن القرار الألماني يمنع بريطانيا من إتمام بيع 48 مقاتلة يوروفايتر تايفون للرياض، كما أخر مبيعات محتملة لأسلحة أخرى مثل طائرة النقل العسكري إيه-400إم.
والمقاتلة يوروفايتر من صنع كونسورتيوم من أربع دول، هي ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، تمثله شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز البريطانية وليوناردو الإيطالية.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)