لندن، 15 سبتمبر/أيلول (إفي): كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ديفيد كاميرون، في مذكراته أن رئيس الحكومة الحالية، بوريس جونسون، لم يكن يعتقد في "البريكست" وفقط تخلى عن هذا الخيار في استفتاء 2016 من أجل "دعم مسيرته السياسية".
ويتحدث كاميرون عن العديد من زملائه السابقين في سيرته الذاتية التي ستطرح تحت اسم "For the record" يوم 19 سبتمبر/أيلول في بريطانيا ونشرت مقتطفات منها الأحد في صحيفة (صنداي تايمز) المحلية.
وفي فبراير/شباط 2016 أعلن جونسون بينما كان لا يزال رئيس بلدية لندن بشكل مفاجئ أنه سيدافع عن رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في حملة الاستفتاء، الذي نظم في 23 يونيو/حزيران من نفس العام، ما جاء ضد الموقف الرسمي للحكومة المحافظة، التي كان يترأسها وقتها كاميرون.
وقال كاميرون إن زميله السابق أثناء الدراسة وخصمه الأبدي، الذي كان يعرب عن تردده وشكوكه بشأن جدوى البريكست، قرر في النهاية دعمه لهذه العملية ليصبح المسئول "الأوفر حظا" داخل الحزب المحافظ المتشكك إزاء الاتحاد الأوروبي وسط رغبة محتملة في قيادته بالمستقبل.
وذكر رئيس الوزراء الأسبق بين عامي 2010 و2016 أن قضايا السيادة التي أثارها الخروج من الاتحاد الأوروبي كانت "ثانوية بالنسبة لاهتمامه الرئيسي فيما يتعلق بـ: ما هي أفضل نتيجة له؟".
وتابع: "الاستنتاج الذي توصلت إليه هو أنه خاطر بنتيجة لم يؤمن بها لأنها ستدعم حياته السياسية".
ويتهم كاميرون أيضا وزيره وصديقه المقرب، مايكل جوف، المسؤول الحالي عن الاستعداد للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بـ"عدم الولاء" بعدما أصبح "سفيرا لعصر الشعوبية بطرح حقائق مشوهة" لدى الإدلاء بتصريحات كاذبة خلال الحملة السابقة للاستفتاء.
وقال الزعيم المحافظ السابق إنها كانت "حربا مفتوحة" داخل الحزب المحافظ، الذي يؤكد أنه لم يخطئ في الدعوة إلى الاستفتاء لأنه كان مسألة يجب "معالجتها".
ويعترف بأن النتيجة غير المتوقعة للاستفتاء جعلته يشعر "بالاكتئاب الشديد" واعتذر شخصيا لزعماء آخرين، بمن فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وأكد أنه يأسف لأنه لم يتعرض لمصداقية جونسون وجوف أثناء الحملة، كما نصح وزير الاقتصاد آنذاك، صديقه جورج أوزبور. (إفي)