هذا و قد صدرت اليوم قراءة مؤشر ZEW عن منطقة اليورو و ألمانيا و أظهرت القراءات استمرار تدهور مستويات الثقة في الأوضاع الراهنة و القادمة و بكل شيئ يخص الاقتصاد، فلا تُظهر القراءات وجود أي بصيص من الأمل في المنطقة خاصة مع بطء تحرك القادة في خطة محاربة الأزمة، إلى جانب قيام الحكومات المحلية بفرض سياسات تقشفية شديدة لخفض عجز ميزانياتها.
هبط مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد في منطقة اليورو خلال تموز ليسجل مستويات -22.3 أسوا من الشهر الماضي-20.1 ، و هذا وسط تفاقم أزمة الديون الأوروبية و خيبات الامل المتكررة من صناع القرار الأوروبيين و قرار الفائدة الاخير من البنك المركزي الأوروبي الذي لم يرضي الأسواق.
و على الرغم من قمة ناجحة كان قد عقدها القادة سابقاً، إلا أنهم لم يأتوا بحلول ملموسة و عجز وزراءهم أيضاً برسم خارطة الطريق بناءاَ على الخطوط الرئيسية التي وضعها القادة في القمة، و هذا ما أبقى على النظرة المستقبلية للمنطقة ككل محفوفة بالمخاطر و قاتمة جداً إلى أن يأتي صناع القرار الأوروبيين بحلول يكون لها تأثير على أزمة الديون السيادية التي شلّت عصب الحيار في القارة العجوز.
و حتى البنك المركزي الأوروبي الذي بدا جريء في قراراته مؤخراً، إلا أنه لم يُقنع أو يُطمأن الأسواق و المستثمرين في قراره للفائدة الأخير، فعلى الرغم من قيام باقتطاع سعر الفائدة لأدنى مستويات بتاريخ البنك و المنطقة، إلا أن هذا لم يعد الأمل الأكبر لدى المستويين الذين كان يرمون إلى الافصاح عن المزيد من الخطط و الاجراءات التحفيزية لدعم المسيرة الاقتصادية التي توقفت مذ زمن.
أما ألمانيا التي تعد المنقذ الرسمي لمنطقة اليورو فقد شهدت مستويات الثقة في اقتصادها تراجع كبير نظراً لتراجع أداء الاقتصاد الألماني أيضاً، وسط تراجع الصادرات الألمانية و تكبّد الدولة حصص كبيرة في خطط الانقاذ المقدم لدول المنطقة المتعثرة على رأسهم اليونان.
هبط مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد في ألمانيا خلال تموز ليسجل مستويات -19.3 أسوا من الشهر الماضي -16.9 إلا أنها أفضل من التوقعات بتراجع -20.0، أما عن مؤشر ZEW لتقيم الاوضاع الراهنه فقد تراجع إلى 21.1 من السابق 33.2 و جاءت القراءة الفعلية أسوا من التوقعات المقدرة 30.0.
و السؤال الآن أنه في حال تدهور الأوضاع في ألمانيا وفقاً لما نلاحظ من اشارات حالياً و كما يهاب المستهلكين و المستثمرين الألمان فما سيحل بمصير منطقة اليورو؟ في الواقع إن تدهور الأوضاع في ألمانيا له نتيجة واحدة فقط هي انهيار منطقة اليورو و تفككها دون أي تردد.
و لكن، لم ينخفض اليورو بشكل كبير بعد هذه البيانات نظراً لضعف الدولار الأمريكي وسط تكهنات و توقعات بأن يقوم محافظ الفيدرالي الأمريكي في شهادته اليوم بالتلميح عن سياسات تيسيرية و يُفضل سياسة تيسير كمي ثالثة وسط استمرار ظهور الاشارات السلبية عن الاقتصاد الأمريكي و تجنب البنك حتى الأن بتقديم سياسات تحفيزية كما تُطالب الأسواق.