افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت أولي جلسات الأسبوع الجاري علي تغيرات طفيفة في مجملها سلبية موضحة اللون الأحمر، وذلك مع غياب البيانات الاقتصادية من قبل أكبر اقتصاد في العالم في مطلع الأسبوع الجاري وتوجه أنظار المستثمرين إلي القارة العجوز في ظلال حالة التخبط وعدم اليقين التي تشهدها الأسواق.
شهدنا اليوم عزيزي القارئ من قبل أكبر اقتصاديات القارة العجوز تراجع مستويات الثقة تجاه الأوضاع الحالية والتوقعات خلال شهر أيلول/سبتمبر بصورة فاقت التوقعات، كما أظهرت قراءة مؤشر IFO لمناخ الأعمال للشهر ذاته تراجعاً بخلاف التوقعات الشيء الذي يدعم الشكوك في الأسواق تجاه مستقبل تعافي اقتصاديات القارة العجوز والاقتصاد العالمي تباعاً في ظلال تفاقم أزمة الديون السيادية الأوروبية التي تدخل في عامها الثالث.
بخلاف ذلك فأن استمرار الخلاف الفرنسي الألماني مع اتجاه فرنسا لدعم اليونان لإمهالها المزيد من الوقت لخفض العجز، واستمرار الخلاف القائم بينها حول إشراف البنك المركزي علي بنوك منطقة اليورو والذي تنامي في عطلة الأسبوع الماضي بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشار آنجيلا ميركل مع طلب فرنسا التسريع في ذلك الاتجاه في الوقت الذي تتباطأ فيه ألمانيا تجاه تنفيذ ذلك، يعد أيضا من الضمن العوامل التي تثير الشكوك وعدم اليقين في نفوس المستثمرين تجاه ما ستؤول إلية أزمة القارة العجوز.
علي الصعيد الأخر وفقا لمجلة "دير شبيجل" فأن هنالك اتجاه بين القادة الأوروبيين لرفع قيمة برنامج "آلية الاستقرار الأوروبي" من 500 مليار يورو إلى نحو 2 تريليون يورو، وهذا ما أكده نائب وزير المالية الألماني، علماً بأنه ليتم رفع قيمة الصندوق ورفع حصة ألمانيا لما يفوق 190 مليار يورو يتوجب أخذ الموافقة من البرلمان الألماني، وذلك وفقاً لما أقرته المحكمة الدستورية الألمانية حينما وفقت علي مشاركة ألمانيا في الصندوق.
هذا ولا تزال أسواق المالي العالمية تترقب حالياً عن كثب خطوات اسبانيا في ظلال تنامي التكهنات تجاه طلبها لمساعدات خارجية خلال الأيام القليلة المقبلة لدعم وضعها الاقتصادي المتردي، علماً بأن وزير المالية الأسباني قد أعرب يوم السبت الماضي عن كون بلاده ليست في عجلة من أمرها لطلب المساعدات.
و بالحديث عن أداء أسهم البنوك والشركات الأمريكية في مطلع تداولات جلسة اليوم، فقد شهدنا تراجع أسهم شركة Apple Inc. بنسبة 1.4% عقب كشفها عن بيع أكثر من نحو 5 مليون وحدة من منتجها الجديد أي-فون 5 في ثلاثة أيام من طرحها له في الأسواق، ويعد ذلك أقل من التوقعات التي أشارت لبيعها نحو 10 وحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
علي الصعيد الأخر فقد تراجعت أسهم Facebook Inc. بنسبة 4.4%، كما تراجعت أسهم كل من شركة U.S. Steel Corp. وأسهم شركة Peabody Energy Corp. بالإضافة لأسهم شركة Micron Technology Inc. بنسبة 2.8% علي الأقل ليقودا تراجع أسهم الشركات الأمريكية العملاقة مع خفض تقيمهم.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي ارتفع ليتداول حالياً عند مستويات 79.65 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 79.77 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 79.54 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 79.38.
علي الصعيد الأخر فقد انخفض أسعار الذهب لتتداول حالياً عند مستويات 1,764.65$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,7.69.70$ للأونصة، كما تراجعت أسعار النفط الخام ليتداول حالياً عند مستويات 91.49$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 92.96$ للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاع المواد الأساسية والقطاع الصناعي، إلى جانب أسهم قطاع التكنولوجيا علي التوالي، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم قطاع التكنولوجيا وقطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم القطاع المالي علي التوالي.
قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي تراجعاً بواقع 48.25 نقطة أي بنسبة 0.36% ليصل إلى 13,531.22 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض بواقع 6.27 نقطة أي بنسبة 0.43% ليصل إلى 1,453.88 نقطة، كما تراجع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 20.99 نقطة أي بنسبة 0.66% ليصل إلى 3,158.97 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 09:54 صباحاً بتوقيت نيويورك).