وصلنا إلى نهاية الأسبوع الاقتصادي و الأسواق المالية تعاني من شح كبير في أحجام التداول مع اقتراب موسم الأعياد و العام الجديد، فقد لجأ المستثمرين لإغلاق مراكزهم المالية و الخروج من الأسواق للاستمتاع بعيد الميلاد، فقد سيطرت حالة من التذبذب الكبير مع شح البيانات الاقتصادية من القارة الأوروبية، فيما تتسلط الأضواء على الولايات التي تترقب طلبات البضائع خلال الشهر الماضي.
سيطر التذبذب الكبير على الأسواق المالية منذ الأمس، فالاتزال الحركة الأخيرة التي قام بها البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء ببيع 489 مليار يورو من القروض ذات أمد ثلاثة أعوام بأعلى من توقعات الأسواق، و تعد هذه المحاولة الأخيرة من البنك المركزي لتفادي وقوع أزمة سيولة في الأسواق الأوروبية وسط تفاقم ازمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
يأمل البنك بأن هذا التمويل الذي يعد رخيص جدا وطويل الأمد بأن يحقق مجموعة من الفوائد بما في ذلك تعزيز الثقة في البنوك ، والتخفيف من خطر حدوث أزمة الائتمان ، و أن ترى المصارف السندات الإيطالية والإسبانية مغرية جدا لشراء ، بالتالي تهدئة الاسواق وتخفيف من الآثار السلبية لأزمة الديون السيادية.
هذه الحركة من البنك المركزي الأوروبي كان لها تأثير مزدوج على الأسواق فالبعض رأوه ايجابيا بضخ السيولة للأسواق بينما البعض الأخر رأى بأنها تعكس بأن الأوضاع الاقتصادية للقطاع المصرفي في القارة الأوروبية حرج جدا، خاصة في حال استخدام البنوك لهذه السيولة فيما يسمى تجارة العائد، بشراء القروض الرخيص جدا و استخدامها لشراء السندات البرتغالية و الايطالية بعائد مرتفع و هذا ما سيزيد من تفاقم الأزمة ببقاء العائد على السندات عند مستويات قياسية.
تبقى الأنظار اليوم على بيانات الولايات المتحدة إذ من المتوقع أن ترتفع طلبات البضائع المعمرة بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي مستفيدا من أداء القطاع الصناعي خلال الفترة الماضية، قدم الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة القليلة الماضية العديد من الإشارات المختلطة بين تباطؤ وتيرة النمو خلال الربع الثالث على المستوى السنوي، وبين الإشارات الجيدة من قطاع العمالة فقد انخفضت طلبات الإعانة خلال الأسبوعيين الماضين.
يتوقع أن تبقى حالة التذبذب بسيطرتها على الأسواق مع نهاية العام الجاري، و موسم الأعياد مما سيكون له الأثر الهبوطي على أحجام التداول في الأسواق.