صلاح سيد.
القاهرة، 16 يناير/كانون ثان (إفي): تمثل غينيا الاستوائية لغزا حقيقيا لكل متابعي بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 ، التي تستضيفها البلاد بصورة مشتركة مع الجابون.
فالبلد الوحيد الذي يتحدث الإسبانية كلغة رسمية في القارة السمراء، يبدو مجهولا لبقية دول القارة التي تتحدث الإنجليزية أو الفرنسية أو حتى العربية، مع توجه علاقاته السياسية دائما نحو إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
ويكتمل اللغز على الصعيد الكروي ، فمنتخب "نزالانج ناسيونال" (أو الرعد) لم يخض جولة تصفيات كاملة مؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية سوى عام 1990 ، ولم يفعل الشيء نفسه في تصفيات كأس العالم سوى عام 2002 ، وفي كل الأحوال لم يتأهل من قبل إلى نهائيات أي منهما.
ولا تملك الجماهير في العاصمة مالابو وبقية مدن البلاد ما تتغنى به في الساحرة المستديرة سوى فوز على الجارة العريقة الكاميرون بهدف دون رد في تصفيات البطولة الأفريقية عام 2008 ، أمن للفريق مركزا ثانيا مشرفا لكنه لم يؤمن المشاركة في العرس الذي استضافته غانا.
إلى جانب ذلك، يعتبر البعض من الإنجاز فوز منتخب البلاد بكأس سيماك الخاص بالدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لأمريكا الوسطى عام 2006 للمرة الأولى ، والأخيرة بعد أن اكتفى بالوصافة عامي 2008 و2009.
بدأ "الرعد" رحلة الاستعداد لأمم أفريقيا بعد الإعلان عن فوزه بشرف تنظيمها ، حيث فاز في مباريات قليلة على منافسين متواضعي المستوى مثل تشاد وجامبيا ، لكنه خسر مباريات أكثر كان أبرزها أمام المغرب ومالي والرأس الأخضر وكوت ديفوار.
وبشكل متوقع، مال اتحاد غينيا الاستوائية عبر تاريخه إلى المدرسة الإسبانية في التدريب، إلا أن أول مدرب شهير له كان يحمل جواز السفر الفرنسي وهو هنري ميشيل الذي سبق له تحقيق إنجازات عديدة في القارة السمراء، أبرزها مع منتخبي المغرب وكوت ديفوار، بعد أن قاد من قبل فريق "الديوك".
تسلم ميشيل قياد الفريق أواخر 2010 على أمل إعداده لظهور أول لائق في المونديال الأفريقي، لكنه رحل في ديسمبر/كانون أول الماضي، أي قبل نحو الشهر على انطلاق البطولة، بذريعة التدخل في دقائق عمله مثل اختيار اللاعبين أو تحديد معسكر الإعداد، بعد شهرين من تقديم استقالة أولى تراجع عنها لاحقا.
وبعد إسناد المهمة للمحلي المغمور كاستو نوبو، تعاقد الاتحاد مع البرازيلي المغمور أيضا جيلسون باولو، على أمل تحقيق ما هو أكثر من الظهور المشرف في المجموعة الأولى الصعبة التي تضم أيضا السنغال وزامبيا وليبيا.
يعتمد الهيكل الأساسي للفريق على عدد من اللاعبين المولودين في إسبانيا ويحملون جنسية البلدين، أبرزهم القائد رودولفو بوديبو (34 عاما) لاعب إلتشي الإسباني الذي يتمتع بمشوار طويل مع ديبورتيفو لاكورونيا، ولاعب الوسط خوفينال إديوجو (32 عاما) الذي يتقن تسديد الركلات الحرة، وسبق له أن ظهر في دوري "الليجا" مع فريق ألافيس.
كما يبرز المدافع البرازيلي الأصل رونان كارولينو فالكاو (26 عاما) الذي يلعب في بلاد السامبا لنادي أمريكا، وخابيير بالبوا (25 عاما) الذي لعب لريال مدريد وبنفيكا من قبل ويلعب حاليا لبيرا مار، وخوان إيبيتييه (35 عاما) مهاجم خيمناستيك مانريسا الذي يلعب في دوري كتالونيا الإقليمي وصاحب خمسة أهداف دولية. (إفي)