شهد الاقتصاد الأمريكي أسبوعاً هادئاً نسبياً من حيث إصدار البيانات والأخبار الاقتصادية، وذلك بالمقارنة مع الأسابيع الماضية، حيث تركزت بيانات الأسبوع الماضي على بيانات قطاع المنازل، إلا أن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي أدلى بشهادة أمام لجنة الأزمة الأوروبية في مجلس النواب الأمريكي، ليؤكد مجدداً على أن التهديدات والمخاطر الناجمة عن أزمة الديون الأوروبية تضاءلت.
ومن ناحية أخرى فقد حمل لنا الأسبوع الماضي بيانات تتعلق بأداء قطاع المنازل الأمريكي -ذلك القطاع الذي بدأ الأزمة المالية الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية- خلال شهر شباط/فبراير، حيث شهدنا تباين أداء القطاع خلال تلك الفترة، حيث شهدنا انخفاض مؤشر المنازل المبدوء إنشائها وبأدنى من التوقعات، هذا إلى جانب ارتفاع تصريحات البناء خلال الفترة ذاتها وبأعلى من التوقعات، الأمر الذي يؤكد على أن القطاع لا يزال يبحث عن استقراره المفقود، وسط ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، تشديد شروط الائتمان، ناهيك عن ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، لتواصل تلك العوامل إثقال كاهل قطاع المنازل الأمريكي، مع الإشارة إلى أن البنك الفدرالي أشار في العديد من المناسبات مؤخراً على أن قطاع المنازل لا يزال ضعيفاً، ويقبع ضمن مستويات مخيبة للآمال.
وقد صدر عن قطاع المنازل الأمريكي أيضاً بيانات مبيعات المنازل القائمة والجديدة، حيث شهدنا انخفاض مبيعات المنازل القائمة وبأدنى من التوقعات أيضاً، في حين صدر عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي أيضاً قراءة المؤشرات القائدة عن شباط/فبراير، حيث شهدنا ارتفاع المؤشر وبأعلى من التوقعات ليقف عند 0.7%، مما يشير إلى أن الأنشطة الاقتصادية سترتفع خلال الفترة المقبلة، نظراً لكون هذا التقرير يعد بمثابة مقياس للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
وبالعودة إلى شهادة رئيس البنك الفدرالي الأمريكي أمام لجنة الأزمة الأوروبية في مجلس النواب الأمريكي، فقد أكد برنانكي على أن أموال الولايات المتحدة لا تزال عرضة للمخاطر في أسواق المال مع الأصول الأوروبية، داعياً صناع القرار في منطقة اليورو إلى بذل المزيد من الجهود لمحاربة أزمة الديون الأوروبية.
وبالحديث عن أداء الأسواق في الأسبوع الماضي فقد تأرجحت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأن مؤشرات الأسهم الأمريكية حققت أعلى مستوى لها في قرابة الأربعة أعوام، الأمر الذي أثار توقعات لدى المستثمرين بأن مؤشرات الأسهم الأمريكية قد تدخل في موجة تصحيحية هابطة في الفترة المقبلة.
أما الدولار الأمريكي فقد واصل تأرجحه في أسواق العملات الأجنبية، وذلك بسبب شح البيانات والأخبار الاقتصادية الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية في الأسبوع الماضي، إلا أن تحركات الدولار بقيت رهن الإقبال على المخاطرة تارة، والابتعاد عنها تارة أخرى، حيث يعد الدولار الأمريكي ملاذاً آمناً للمستثمرين بصفته أحد الأصول ذات العائد المتدني...