واشنطن، 4 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): يواجه الرئيس المقبل للولايات المتحدة العديد من الملفات الشائكة في بداية ولايته على مستوى السياسة الخارجية في مقدمتها التوتر بين إسرائيل وإيران والعجز عن حل الأزمة السورية إلى جانب العلاقات مع الصين.
وفي تصريحات لـ(إفي)، قال جوردون أدامز، خبير السياسة الخارجية بالجامعة الأمريكية إن الرئيس الحالي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني تبادلا الاتهامات بشأن عدم الكفاءة على الساحة الدولية، إلا أن المناظرة النهائية في الحملة الدعائية أظهرت "عدم وجود تناقض كبير" بين مواقفيهما.
وأشار رومني إلى ضرورة الحفاظ على دعم الولايات المتحدة لحكومة إسرائيل باعتبارها العمود الفقري للخطة التي يعتزم تطبيقها حال أصبح رئيسا للويلات المتحدة موضحا أن ثمة "حملة عالمية لنزع الشرعية عن" حليف بلاده وهو ما تعهد بمواجهته وفقا لبرنامجه الانتخابي.
وذكر أدامز أن "تهديد إسرائيل بضرب إيران وتأكيد طهران على حقها في الرد يعني أن كلا المرشحين سيكونان على حافة حرب محتملة بمجرد انتخابه".
وقال رومني "إذا تم مهاجمة إسرائيل فإننا سنكون بجانبها ليس فقط دبلوماسيا وثقافيا وإنما أيضا عسكريا"، وهو مشابه لما صرح به أوباما رغم تجنبه ذكر الدعم العسكري.
وبالنسبة لإيران، دافع أوباما عن تشديد العقوبات التي توصف بأنها "الأقوى في التاريخ" إلى جانب استمرار المفاوضات بشأن برنامجها النووي على المستوى متعدد الأطراف، رغم أنه أشار خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة إلى إمكانية محادثات ثنائية مع طهران في فترة ولايته الثانية.
وركز رومني بشكل شبه كامل على تشديد العقوبات بالإضافة إلى تعهده بملاحقة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية" بسبب "أفكاره الرامية إلى محو إسرائيل من على الخريطة".
بالإضافة إلى ذلك ينظر المرشح الجمهوري بعين الشك إلى مصر الجديدة في ظل حكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي مشيرا إلى أن الربيع العربي تحول إلى "سلسلة من الأحداث المزعجة".
وفي سياق متصل، لا تزال سوريا تنزف، ما يتطلب التحرك بسرعة للبحث عن مخرج دبلوماسي وفقا لأوباما الذي يؤيد دعم الشعب السوري بوسائل غير قتالية، في حين يدافع رومني عن تسليم أسلحة ثقيلة للثوار إلا أنه لا يرى "ضرورة" لتدخل الجيش الامريكي "في هذا الوقت".
وفي أوروبا، التي وفقا لآدمز ترتبط بالولايات المتحدة بعلاقات "اقتصادية أكثر من كونها استراتيجية"، توجد أزمة اليورو التي ستميز تطور العلاقات بين الجانبين أكثر من التحالفات السياسية حول قضايا رئيسية مثل سوريا أو إيران.
وفي حين يستخدم رومني بانتظام اسبانيا واليونان كأمثلة على المسار الذي يجب على الولايات المتحدة تجنبه يوصى أوباما أوروبا بإفساح المجال لتشجيع النمو.
وحول علاقة الولايات المتحدة بالصين يرى أوباما أن الصين "خصم لكنها أيضا شريك محتمل في المجتمع الدولي لو التزمت القواعد".
ووصف رومني الصين أيضا بـ"الشريك" إلا أنه اتهم بكين بشن "حرب تجارية صامتة" من خلال "التلاعب بعملتها".
وتشغل المواجهة مع روسيا بشأن نظام الدفاع الصاروخي جانبا مهما من جدول أعمال الرئيس المقبل، كما وعد أوباما الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف عندما كان الميكروفون مفتوحا في مارس/اذار الماضي دون قصد.
ودعا رومني موسكو إلى "التخلي عن أي خدعة خفية" ضد برنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي ووعد بتركيز المشروع في بولندا، على النحو الذي اقترحه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وتوافق المرشحان على ضرورة سحب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال عام 2014 إلا أن رومني دافع عن ضرورة المرونة حيال المهل المحددة من جانب قوات الناتو.(إفي)